عقبة كأداء..

تروي كتب التأريخ الحديث أن امبراطور اليابان هيرو هيتو وهو يشهد توقيع وثيقة الاستسلام في حضرة الجنرال دوغلاس ماك أرثر تلك الوثيقة التي بموجبها وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها في سنة 1945م وأفضت إلى استسلام اليابان، وسأله البرلمانيون وجنرالات الجيش لماذا تستسلم وتقّر بالهزيمة؟! استجمع الامبراطور قواه ولملم حزنه وأساه وقال:'هُزمنا في أرض المعركة ولكن سنهزم الأعداء من خلال مختبرات ومعامل المدارس...) أي سيكون نصرنا مؤجلًا وسلاحنا التعليم، وهكذا كان، لا نريد أن نستفيض في الحديث عمَّا حققته اليابان من تقدم مذهل شواهده شاخصة ونتائجه ملموسة وباهرة وللمعلومية فاليابان تصرف على منظومتها التعليمية ما يوازي (13.5%) من مجمل الدخل القومي على اعتبار أن الاستثمار في الإنسان الياباني يُعد المورد الرئيس في دولة تفتقر للموارد الطبيعية. إن القراءة المتأنية بل والمتعمقة للنظام التعليمي في اليابان، وكوريا الجنوبية وفلندا تبين أن القاسم المشترك بين هذه الدول هو فقرها في الموارد وتفوق نظمها التعليمية في صناعة الإنسان المنتج يمكن لنا في المملكة أن نأخذ بتلابيب أفضل ماضي تلك الأنظمة، ونجترح نظامًا تعليميًا يتميز بالكفاءة ويمتاز بالفعالية لكن قبل أن نجترح النظام التعليمي الجديد علينا أن نبارد إلى قياس مؤشرات أداء منظومتنا التعليمية الراهنة بقضها وقضيضها أي المعلم، المنهج الدراسي، القيادة المدرسية والبيئة التعليمية خاصة وأن نظامنا التعليمي يُعاني من عدم وضوح الرؤية، والرسالة وضبابية بل وهلامية الأهداف ناهيك عن عدم تحديدها بدقة وموضوعية تعارضها في كثير من الأحيان بل وصعوبة وعدم واقعيتها في أحيان أخرى، ومعلوم أن وثيقة السياسة التعليمية المعمول بها إلى حد الآن وضعت قبل (50 سنة) أي في العام (1385هـ)، إن العمل في ضوء هذه الوثيقة بحد ذاته يعد عقبة كأداء في طريق إصلاح التعليم. * ضوء: (أن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل). as-dirbas@htm.com