رئاسة السيسي واستحقاقات الفترة الحالية

رئاسة السيسي واستحقاقات الفترة الحالية
لم يمهلني صديقي المصري الضابط المتقاعد في الجيش حتى أكمل جملتي وقاطعني بالقول إنه من غير المقبول أن لا يترشح الفريق عبدالفتاح السيسي ، وزير الدفاع ، للرئاسة ويتولى المنصب . إذ إن البلاد ، أي مصر ، بحاجة إلى قائد قوي يكون مرجعاً للجميع ، يحترمه ويهابه القاصي والداني ، ويحقق الأمن والاستقرار للمواطن المصري الذي يعيش هذه الأيام في وطن ينقصه الاستقرار والأمان والقيادة الحكيمة الحازمة . كنت أسعى إلى حــــوار مع صديقي حـــول مستقبل مصر ، وأحاول أن أقول إن المرحلة الحالية دقيقة ومشاكلها الاقتصادية والاجتماعية والسياسيـة صعبة ولا يمكن حلها خلال فترة قصيرة . وسيؤدي اختيار الفريــــــق السيسي رئيساً إلـــــى وضعه بمواجهة كل هـــــذه المشاكل والتعقيدات وجعل الجماهير المتعطشة إلـــــى إستقرار يصاحبه رخاء إقتصادي يجعلها تعلق آمالها على نجاح السيسي وخـلال وقت قصير . في حين أن بقاء الرجــــــل في منصبه الحالي ، وزيراً للدفـــــاع ، قد يكون الحل الأفضل في مثل هـــذه المرحلة بدون أن يضطر السيسي إلى أن يصبح رجل سياسة بكل ما يتطلبه هذا الدور من إجراءات وتصرفات لشخص تحول إلــى بطل في نظر الكثيرين إلا أنه يبدو أن الصديق العسكري المتقاعد لم يكن ضمن مجموعة صغيرة مـمن يطالبون قائد الجيش بتولي رئاسة مصر ، بل هناك حـركة جماهيرية قوية تطلب ذلك وتعلق آمالاً طموحة في أن يحقق الرئيس السيـــــســـــــــي استــــقـراراً تفتقده البلاد ، أكان في المجال الأمني أو الإقتصادي ، وهــــــذه بالفعل مسئوليـة ضخمة يــقـول القريبون مـــــن وزير الدفاع إنه يتمتع بالقدرة الإدارية الكافية التي تمكنه من إدارة البلاد واختيار معاونين من أصحاب الكفاءات الذين تزخر بـــهـــم مصر ، وأنه من الحكمة والخبرة بحيث يستطيع أن يمارس الســياســـــة كرئيس منتخب ضمن النظام الدستوري الذي أقره الشعب بحيث يقلص احتمالات الخلاف بين الفئات المتعددة من السياسيين والاقتصاديين وجماعات الرأي ، الذين يتكاثر عددهم وتنوعهم. الملاحظ أن هنـــــــــاك فريقين رئيسيين لا يرغبان رؤيـة الفريق السيسي رئيساً . أولهما سياسيون وكتاب في أوروبا وأمريكا يرون أن صعود السيسي للرئاسـة يقلص فرصة تغيير التركيبة السياسية لمصر التـــــي ساهموا في دعمها عبر حــــــركـــــة ( الربيع ) المصري ، ويرون أن التحديات الاقتصادية أكبر مـن أن يتمكن الرئيس عبد الفتاح السيسي من مواجهتها ووضع الحلول لها ، وأنه سيكون رئيساً لفريق من المصريين يبحثون عن الاستقرار الذي لن يتيـح ( للفوضى الخلاقــــة ) تأدية دورها في خلق الوضع الذي كانوا يطمعون في تحقيقه. ( متجاهلين بالطبـــع أن الرئــــيس السابق مرسي أقصى الجميع ماعدا الإخوان ومؤيديهـــــم ) ويتشككون في أن يلتزم الرئيس الجديد بالدستور بل يقولون أنه سيكون رئيساً مـــــــــدى الحياة ، ولن يلتزم بالفترة الرئاسية المحددة بأربع سنوات أو الفترتين ( الثماني سنوات ) ، ويستشهـدون بأن الرئيس أنور الـــســـادات ألغى الفترتين عندما شعر بأنها لا تناسبه وذلك عــــام 1980 . لذا فإن هؤلاء السياسيين والكتاب ومراكز الدراسات الأميركية والغربية ترفض رئاسة السيسي بعد أن بشرت بالفوضى الخلاقة التـــي ستنتج مجتمعاً جديداً حــــــدد أولئك الأمريكيون والأوروبيون ملامحه . الفريق الثاني هو جماعة الإخــــوان المسلمين ومناصروهم مباشرة أو بشكل غيرمباشر ، وتستعين الجماعة في معارضتها بعمليات إرهابية فـي مختلف أنحاء مصربينما يخرج مناصروها في الشوارع ينادون بالسلمية التي هـــم أبعد ما يكونون عنها في تصرفاتهم ، ومشكلة حركة الإخوان أنهم يعلنون براءتهم من الأعمال الإرهابية في الوقت الذي توفـــــــر حركتهم الغطاء السياسي لها عبـر المظاهـــرات والبيانات والأكاذيب . بينما يمكن للحركة أن تبريء نفسها فعلاً من الإرهـــــــــاب بحرمـان الإرهابيين من هــــــــذه المظلة السياسية ، وذلك عبر التراجـــع عن مواقفهم الحالية والعـودة إلى الجسد السياســــي المصري بالعمل بشكل سلمي فعلاً باستخدام الوسائل التي يوفرها الدستــــــــور الجديد بما في ذلك المشاركة في الإنتخابات والـــحـــراك السياسي الشرعي بمختلف أشكاله.. وعسى أن يخرج من بينهم قادة تتوفر لــهــــم الشجاعة لإبعاد الحركة ، أو بالأصح ما تبقى منها ، عن هذه المسيرة الانتحارية التــــي انطلقوا فيها . والمحبون لمصر من العرب ، بما فيهم كاتب هــــذا المقال ، اقتنعوا بأن خلاص مصر من الاضطرابات الحالية وإعادة الأمن والطمأنينة التي سينتج عنها حــــراك اقتصادي لصالح المواطــــن المصري سيكون عبر اختيار رئيس تحترمـه الجماهير وقادر على قيادة مصر إلى بر الأمان .. ومــــــــن الواضـح أن الفريق عبد الفتاح السيسي هو القائد المطلوب للفترة الحالية في مصر .

أخبار ذات صلة

زيادة مقاعد (القبول)..!
مطلوب اسم لجبل (دكَّا)..!!
فضيلة الغفران
التطور الإعلامي لوزارة الحج والعمرة
;
الترفيه.. والإجازة الصيفية للطلاب
بناتنا.. وجامعة طيبة
دور (التعليم العالي) في التنمية
ثقة السعودي بنفسه
;
صورة وطنية مشرقة
المدينة.. الأفراح غير!!
بطيخ من القمر!!
حج ناجح.. وجهود موفقة
;
أولئك مُعلمون.. أم مُعذبون؟!
البودكاستيُّونَ قد ينفعُونَ.. وقد يعبثُونَ..!
الذين أسهموا في وفاة أولئك الحجَّاج!!
لنا الحجُّ وعليهم الدَّجُّ..!!