توثيق أواصر الصداقة في جولة ولي العهد
تاريخ النشر: 02 مارس 2014 01:11 KSA
جاءت الجولة الآسيوية لولي العهد الأمين , صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسدد على طريق الخير خطاه والوفد المرافق لسموه الكريم , لدول صديقة , مثل الباكستان والهند واليابان , يربطنا بها جميعاً التاريخ والعلاقات الأزلية , وتجمعنا بها القارة الآسيوية , من خلال الصلات الراسخة والمشتملة على كافة مجالات التعاون (صناعياً وتجارياً وثقافياً واجتماعياً ) , فمثل هذا التواصل هو خير دليل على دعم سبل التعاون المشترك مادياً وبشرياً , علماً بأن لكل دولة من هذه الدول قيمة ومكانة خاصة , بميزان تقييم المملكة للأصدقاء. فتنوع علاقاتنا العالمية توجه رائع , وتعدد شركائنا المخلصين , نعمة جزيلة ومنة جليلة من نعم الرحمن جلَّ وعلا على عباده , تستوجب الحمد والشكر , وبهذا الفهم ظلت المملكة العربية السعودية , تبني علاقاتها الخارجية مع الآخرين , عبر مسيرتها الظافرة من عهد مؤسس هذا الكيان العظيم , ومروراً بالحقب التي تعاقب عليها أبناؤه الأشاوس , فقد كانت وما فتئت أياديهم البيضاء ممتدة بالخير والعطاء والمحبة لكل حريص على تقوية رباط الأخوة والصداقة , فتوثيق علاقة المملكة بهؤلاء الأصدقاء , يكون إضافة حقيقية لرصيد بلادنا من الشركاء , وذلك لا يعني الاستغناء عن علاقاتنا التي نحترمها ونعمل على المحافظة عليها مع الآخرين , ومن المؤكد أن لهذه الزيارة أبعادها السياسية والتجارية والصناعية , وستنعكس نتائجها لاحقاً بالخير والبركة على الجميع إن شاء الله , بعد تحفيز المستثمرين لاتخاذ المملكة موقعاً لاستثماراتهم وأعمالهم , فللباكستان مثلاً دورها الإسلامي الكبير , ومكانتها المرموقة عالمياً وقارياً, باعتبارها قوة لا يستهان بها, وتعد الزيارة فرصة طيبة لإقامة شراكات تجارية بين رجال الأعمال في البلدين, فآخر الإحصائيات تبين أن التجارة البينية بلغت 4,7 مليارات دولار, كما كان لسمو الأمير ومرافقيه وقفة تعرف خلالها على الصناعات النووية الباكستانية والهندية , فيما تنظر المملكة للهند بأنها دولة صديقة , تميزت بسياستها المحايدة ودعوتها للسلام , ورغم الكثافة السكانية التي عرفت بها , إلا أنها من أكثر البلاد تطبيقاً للديموقراطية التي حجَّمت من أخطار التباين العرقي والديني , ليصبح مجتمعها بكلِّ جدارة المجتمع المثالي من ناحية التعايش السلمي , وتربطنا بها أيضاً علاقات تجارية , أما اليابان فهي بلدٌ فيها كل إنجاز يشبه الإعجاز , فقد بنت نفسها وتمكنت أن تتجاوز محنة الحرب الذرية المهلكة , فصارت بعزيمة أبنائها وقوة إرادتهم بلداً صناعياً متطوراً يشار إليه بالبنان, حتى أصبح حسن الأداء طابعه والانضباط ديدنه , فالزيارة تؤكد ترحيب المملكة بالمستثمر الياباني في ظل الأجواء الأمنية والاقتصاد الجيد والأجواء الاستثمارية الطيبة التي تعم المملكة بفضل الله , وتشير المؤشرات إلى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بحضور الإمبراطور , كما كان لسمو ولي العهد لقاء اطمأن من خلاله على أحوال أبنائه المبتعثين السعوديين , فالجولة في أساسها تمثل ترجمة للسياسة الحكيمة للمملكة , وتعتبر تواصلاً لأفكار العهود المختلفة وامتداداً طبيعياً لمسيرة بدأت من قبل , وقصد بها إكمال المشوار الذي أسس له الملك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله , حينما كان ولياً للعهد ومن خلال رحلة مماثلة قام بها , فسياسة حكومتنا تعنى دائماً بتقوية وشائج الصداقة , والتي ينتظر أن يكون قطاف ثمراتها , تبادل الخبرات وتقوية العلاقات , وتوقيع الاتفاقيات , ووضع المصالح المشتركة فوق كل اعتبار .