تبييض (غسل)!

تبييض (غسل)!
(لا تتسرع في الحكم على الآخرين قبل أن تعرفهم جيداً، فالظل لا يعكس دائما الحقيقة!). لطالما استوقفتني مناشط استثمارية لافتة بكثرة عددها يضج بها السوق السعودي وأظن أنها لا تعكس الحقيقة المتمثلة في حاجة السوق وأن وراء الأكمة ما وراءها وسأضرب مثالين وربما اكثر لمناشط استثمارية أو تجارية -سمها ما شئت- يبدو للوهلة الأولى أنها تدرعوائد وأرباحًا عظيمة.. ومن حق من شاء أن يستثمر فيما يشاء بناء على تعطش السوق لهكذا ضرب من ضروب الاستثمار ربما له عوائد على المستثمرين ولكن ليس على المجتمع. النشاط الأول محلات البصريات 'النظارات' التي من كثرة عددها يصعب على الحليم حصرها ففي أحد الشوارع الشهيرة في شمال جدة الواقع شمال شارع صاري والمشهور بكثرة مطاعم المبشور التي أحسنت صنعا بلدية جدة الجديدة بمداهمتها وكشفت خلف كواليسها المستور من الأغذية واللحوم الفاسدة وسوء النظافة والتخزين ومخالفة أنظمة الرقابة الصحية بل ومخالفة أنظمة الإقامة والعمل بل والتستر بقضّه وقضيضه، عفوا للاسترسال والاستطراد وعود إلى بيت القصيد محلات البصريات، فقد أحصينا ما لا يقل عن عشرين محلا يتركز نشاطها كافة في بيع النظارات ومستلزماتها وكأن الناس كافة تعاني قصر النظر!! وثمة اسئلة ينبغي الاجابة عنها منها يا ترى من هي الجهة أو الجهات التي تتولى تصريح ممارسة هذا النشاط؟ ومن هي الجهة التي تتابع الممارسة وتراقبها عن كثب؟! إذ يبدو أنه نشاط منفلت يوحي بأن ثمة ضربًا من ضروب التبييض، ولعلي اكون مخطئا، فكثرة مزاولة هكذا النشاط ليس في هذا الشارع وحسب وإنما في شوارع أخرى ينبئ عن مخبوء لعل هناك من يكشف لنا الغطاء ويريحنا. أما النشاط الاستثماري الثاني فهو منافذ تأجير السيارات، التي يبدو أن عوائده جزلة وإلا لما تكاثر عدد هذه المنافذ والمستثمرين فيها على نحو يصعب حصره فهناك ما ينوف عن خمسين منفذا للتأجير في بلكة واحدة ويبدو أنه نشاط مربح وإلا لما تكالب عليه المستثمرون. ونسأل أيضًا من هي الجهة أو الجهات التي تصرح وتتابع هكذا نشاط وفق الأصول المرعية!! أحد جلساء (البشكة) أقترح عليّ أن يلزم المستثمرون في هذا النشاط الاستثماري بفتح حسابات بنكية يوردون فيها مداخيل هذه المناشط وفق منظومة محاسبية تنفي عنها شبهة تبييض الأموال وتخضعها للرقابة حماية للاستثمار من أي شبهة قد تطاله. صديق آخر تساءل عن ظاهرة انتشار محلات بيع البخور (العود والعنبر والعطور) وقال ببراءة كأننا شعب في حالة احتفال دائم نتبخر ونتعطر اناء الليل وأطراف النهار.. هل تصدق ان في حينا مالا يقل عن (6) أماكن لبيع عود البخور احدها أمام منزلي اخذت اراقب وعلى نحو يومي كم هم عدد الزبائن الذين يدلفون اليه فالفيت ان عددهم لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة خلال أسبوع بالتمام والكمال!! وعلى فكرة ايجار المكان (4) فتحات اربعمائة ألف ريال! كيف يغطون المصاريف الله أعلم!! وبحسب ما نشرته جريدة (المدينة) في عددها 18574 الصادر يوم السبت 29/4/1435هـ ص7 هيئة سوق المال تكشف المؤشرات الدالة على ممارسة تبييض 'غسل' الأموال وتمويل الإرهاب في الاستثمارات المختلفة ومنها: هوية ونوع العمل، صعوبة تقديم وصف لطبيعة العمل، احتفاظ العميل بعدة حسابات باسم واحد أو عدة أسماء، تعدد التحويل بين الحسابات، التحويل لطرف آخر دون مسوغ، طلب تصفية الوضع الاستثماري وتحويل العائد من الحساب (ولمزيد من المعرفة مراجعة الـ22 مؤشرا لغسل الأموال على موقع هيئة الاستثمار أو على موقع الجريدة العدد المشار إليه آنفاً).. النشاطات المشبوهة كتبييض الأموال تسفر عن وجهها ووجهتها بتطبيق المؤشرات. * ضوء: (العوائق هي الأشياء المرعبة التي نراها حين تصرف نظرك عن هدفك).

أخبار ذات صلة

قراءة متأنية لرواية «رحلة الدم» لإبراهيم عيسى (3)
لماذا إسبانيا؟!
الموانئ والجاذبية في الاستثمار
احذروا ديوانيَّة الإفتاء!!
;
قصة عملية مياه بيضاء..!!
منتجات المناسبات الوطنية!
القيادة.. ودورها في تمكين المرأة للتنمية الوطنية
الرُهاب الفكري!
;
(1) رجب.. ووهم فجوة الأجيال
علماء ساهموا في بناء الحضارة الإنسانية
في ذكرى اليوم الوطني الرابع والتسعين
رسالة نافذة
;
صهــــرجة
النافذة المكسورة!!
التنمية.. والسياحة
مبادرة سعودية رائدة.. تُعزز القطاع غير الربحي