ليست جدة والرياض وحدهما في الغرق

ليست جدة والرياض وحدهما في الغرق
السؤال الذي طرحته الأمطار التي هطلت بغزارة على جدة ثم على الرياض هو: هل هو يتناسب مع تنفيذ المشروعات مع المبالغ الكبيرة التي أنفقت عليها؟ ولماذا تصبح الشوارع غرقى خلال أقل من ساعة؟!. ليست جدة وحدها، ولا الرياض وحدها، فلو سقطت تلك الأمطار على أي مدينة فسوف تحصل النتيجة نفسها، بل قد تزيد لأن ما صرف من المال العام على جدة والرياض مبالغ كبيرة جداً، تفوق ما صرف على المدن الأصغر منهما، ولكن هل يقاس نجاح المشروع بالمبالغ الكبيرة أم بجودة التنفيذ؟!. إذا افتتح مشروع تسابق المسؤولون عنه في الإعلان عن المبالغ المصروفة دون الحديث عن تناسب هذه المبالغ مع جودة التنفيذ، وكأن المقياس هو ضخامة المبلغ المبالغ فيه، كما هو حال الأجهزة الحكومية حين تقيس جودة أدائها في نهاية العام المالي بصرف الاعتمادات، وكأن الصرف هو مقياس جودة الأداء أما التنفيذ على أعلى مستويات الجودة فذلك قد يذكر كلاماً ولكنه مفقود واقعاً. ليس مقياس الجودة أن تطلق التصريحات والخطب عند افتتاح المشروع بل المقياس هو الخدمة على أرض الواقع، وهذا مثاله ما حصل في جدة ثم في الرياض حين تحولت الشوارع إلى بحور، والأنفاق إلى بحيرات، ولو أعلن عن مبالغ المال لفاقت ما ماثل المشروع في دول أخرى مع فارق جودة التنفيذ هناك وسوئه على أرض الواقع هنا، فهل يكون هناك تحقيق في صرف المال وفي جودة التنفيذ؟!. يتسابق مسؤولون في الحصول على شهادة أفضل مدير من معاهد خارجية يقال إن شهاداتها صممت لمسؤولي المنطقة، ولكن الشهادة التي لا تحتاج لاستيراد من الخارج هي أداء الخدمة التي يلمسها الناس، أو ما شهدت به الأمطار حين تجري إلى مجاريها شاهدة على جودة تصريف السيول أما شهادات الخارج المعلقة على الحيطان فهي مثل المبالغ المصروفة بلا ترشيد. الأمطار أجابت عن السؤال بأن تضاعف تكلفة المشروع ليست مقياس الجودة بل المقياس هو قطرات المطر إذا تدفقت على الأرض بحيث تجري، فلا تغرق سيارة، ولا يتعطل سائر، ولا تدخل المياه بيتاً. الأمطار نعم النذير، ولكن هل سيؤخذ منها الدرس حين كشفت أن تنفيذ المشروع بمبالغ كبيرة لم يثمر سوى تجميع للمياه التي سدت بعض مجاريها، ولم يحسن تصريف مياه الشوارع ولماذا لا يحصل هذا في الدول التي تهطل عليها الأمطار يومياً، وماذا لو استمرت الأمطار عندنا أياماً بدلاً من ساعتين أو أقل؟!. اللهم اجعل الأمطار حوالى مدننا لا عليها، اللهم اجعلها على الآكام والأودية خارج المدن ولا تنزلها على الشوارع والأنفاق والبيوت، واجعل نزولها سقيا رحمة لا سقيا غرق، فإن الأرض ضاقت عن تصريفها والمنفذون يحصدون الشهادات من المعاهد المتخصصة في شهادات الزور.

أخبار ذات صلة

الطرق البطيئة
في العتاب.. حياةٌ
مهارة الإنصات المطلوبة على المستوى الدولي
مقوِّمات.. لاستقرار الشركات العائلية
;
ستيف هوكينغ.. مواقف وآراء
لا تخرج من الصندوق!
(قلبي تولع بالرياض)
سياحة بين الكتب
;
تمويل البلديات.. والأنشطة المحلية
الإدارة بالوضوح!
نحـــــاس
أدوار مجتمعية وتثقيفية رائدة لوزارة الداخلية
;
«صديقي دونالد ترامب»
قِيم الانتماء السعودية
جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!