مكتبة الملك عبدالعزيز في المدينة المنورة

مكتبة الملك عبدالعزيز في المدينة المنورة
مكتبة الملك عبدالعزيز في المدينة ليست مكتبة واحدة، بل هي مكتبات، إنها 34 مكتبة وقفية، وبعض هذه المكتبات تعادل مكتبات. مثل مكتبة الشيخ عارف حكمت والمكتبة المحمودية، ومكتبة بشير آغا وغيرها، بل إن مكتبة عارف حكمت طوقت سمعتها الآفاق لنفاسة مخطوطاتها باللغات الثلاث: العربية والتركية والفارسية. قامت فكرة هذه المكتبة على تجميع المكتبات الوقفية القديمة ذات المخطوطات في مكتبة واحدة ثم ازداد عددها من مكتبات المثقفين الذين أوصوا بضمها للمكتبة أو فعل ذلك الورثة، وتحتفظ المكتبة بكل مكتبة في خزائن مستقلة بها: المخطوطات في قسم المخطوطات والمطبوعات في قسم المطبوعات وهي تضم أكثر من 15722 مخطوطًا أصليًا، وهي كما وصفها تحقيق جريدة (المدينة) المنشور يوم الخميس 7/8/1435هـ بأنها 'جمعت بين خصائص المكتبة العامة ومركز المخطوطات ومركز البحث العلمي'، وأضيف: أنها تضاهي المكتبات الكبرى في العالم، وبخاصة مكتبة عارف حكمت التي تذكر مع خزائن المخطوطات المهمة في العالم. أسفت بل حزنت عندما قرأت التحقيق الذي نشرته 'المدينة' عن الوضع المؤسف الذي آلت إليه هذه المكتبة التي تعد كنزًا من كنوز بلادنا، فما نشر من صور وكتب كله يدعو للأسف وللحزن أن يحدث ذلك لهذا الكنز الذي يؤكد ما ذكره مؤرخو المكتبات أن أكثر مدن الجزيرة العربية مكتبات هي المدينة المنورة. هذه المكتبة لم تلق عناية بدءًا بمبناها الذي وضع أساسه الملك فيصل عام 1393هـ واستمر عشر سنوات حتى افتتحه الملك فهد عام 1403هـ، ومع ذلك لم يكن المبنى الملائم وهو الآن سيزال في مشروع المسجد النبوي الجديد. من نفائس هذه المكتبة مكتبة خاصة بمخطوطات القرآن الكريم، فيها مخطوطة تقع في 13 صفحة وأخرى كبيرة جدًا، وعدد صفحاتها 1878، عدا مجموعة أرباع وهي 84 نسخة 'الربع الأخير من القرآن' وكان لحفظة القرآن في المسجد النبوي إضافة إلى بعض المأثورات التي كانت في الروضة الشريفة، أما المطبوعات والنوادر فيها فهي بالآلاف. كانت المكتبة تعيش وضعًا غير لائق بالمخطوطات، وقد حظيت بالرعاية أثناء فترة د. عبدالرحمن المزيني الذي عني بها لمعرفته بقيمتها، ويسأل عن وضعها قبله الدكتور يحيى جنيد، وأين وكيف كانت تحفظ المخطوطات؟، ويبدو أن المكتبة عادت لما كانت عليه من إهمال وعدم معرفة بقيمة كنوزها التي تعد ثروة لا تقدر بثمن. شهدت مجلسا في الرياض كاد المثقفون الذين يعرفونها أن يسفحوا دموعهم أسىً على هذه المكتبة، وضربوا مثالاً، ماذا سيكون وضعها لو كانت في أوروبا؟!. عرفت مكتبة عارف عندما كانت في مبناها الأثري جنوب المسجد النبوي، وقرأت مخطوطات كثيرة فيها، ونسخت ما أحتاج إليه لعدم وجود ماكينة تصوير ثم ضمت لمكتبة الملك عبدالعزيز، وهي لها أوقافت كافية للعناية بها وينبغي أن تكون ذات استقلال لتميزها، وصورت منها فيما بعد بعض المخطوطات عندما أمنت مكتبة الملك عبدالعزيز ماكينة تصوير بمقابل ولا عيب في ذلك فكل المكتبات تفعله، وأهديت لها مخطوطة ورقية مصورة في 3 مجلدات كبيرة لحاجة الباحثين لها. إنها درة ثمينة، وجوهرة نفيسة، وكنز من كنوز المدينة، ومفخرة من مفاخر بلادنا، وركاز من ركازات العلم، فهل عجز المسؤولين عن إيجاد المبنى الملائم لها، والعناية بها؟.

أخبار ذات صلة

باصات لأولئك الطيبين.. ياهيئة تطوير المدينة
العقول الشائهة.. والإدارة التقليدية!!
المرامية.. إحساس مسؤول!
لقاء الإعلام الخليجي للاتصال الحكومي.. أهداف ودلالات
;
لا حدود للأحلام
دروس من فوز «ترامب»
العُلا.. مبادراتها وشراكتها
بين يدي المتقاعدين..!!
;
أُمِّي -رحمها الله- مازالت تعيش بيننا..!
شمسُ أُمِّ كلثوم في الطَّائف..!!
توطين صناعة الأدوية نقلة نوعية
لماذا نقرأ؟!
;
الرد على مزاعم «إسلام بحيري» في برنامجه «إسلام حر» (2)
الحياة والانفعال الشخصي
أين المستشارون؟ فالطفلة حلَّت المشكلة!
غزو المسلسلات المحلية