وادي “أبو العُنُوز”.. “لؤلؤة سياحية” تتوارى خلف سحر الطبيعة

وادي “أبو العُنُوز”.. “لؤلؤة سياحية” تتوارى خلف سحر الطبيعة

بين النخيل الباسقات وصوت الجداول جاريات يختبئ وادي «أبو العنوز» بمدينة العمران بالأحساء، كعذراء خجولة تضن بجمالها على خطابها، في انتظار فارس يقدرها كجوهرة مصونة.وكما يفرح صائد لآلئ البحر بصيده، فيفاجأ الزائر فور وصوله للوادي بأنه وسط لوحة طبيعية نسجت بخيوط الجمال، خاصة أنه يصل إليه عبر طريق زراعي مُتعرِّج يظلله النخيل.وبمجرد الإطلالة على وادي أبو العنوز الواقع تحت مشروع حجز الرمال «مُتنزه الأحساء الوطني» من الجهة الجنوبية، وشرق جبل أبو حصيص، تتكشف المفاجأة، ويفصح الكنز الأحسائي عن ذاته، حيث يغرق النخيل حتى هامته في بستان من الروعة والجمال الذي يخطف الألباب والقلوب.فلا تستطيع أن تصفه إلا بالجمال الفطري النائم، والسِّحر المخبوء بين شموخ النخيل وانسياب المياه من الجداول، وظل الأشجار الوارف، والهواء العليل.ويحمل الوادي تاريخًا حافلاً بالذكريات، فقد استوطنه بعض المزارعين قبل ما يزيد على 200 سنة، لكنهم هجروه منذ 50 عامًا، ولم يبقَ منه سوى بعض الرُّسوم، حيثُ طمرت الرمال أجزاء كبيرة،ورغم صعوبة الوصول إلى الوادي كون الطريق غير مُعبَّد إلا أنَّ كل عناء يزول بمجرد إطلالة على تلك اللوحة الشاعرية، والثروة الزراعية المفقودة.وقد استغل الكثير من الشباب هذه الطبيعة الساحرة بإنشاء استراحات وجلسات شعبية لهم كونهم يبحثون عن الخلود للهدوء والرَّاحة والنَّظر لِلماء والخُضرة.ومن بين أنواع النخيل الموجودة في الوادي الخلاص والغر والشيشي، التي تحيط به من ثلاث جهات وهي الشرق والغرب والجنوب.وتمر الشمس على الوادي مرور الكرام، حيث ينعم طوال النهار القائظ بظل ظليل وهواء عليل، ومزيج ما بين الدفء والهدوء والخضرة.ولا تزال الطبيعة البكر في الوادي تبحث عمن يكتشف كنزها المفقود، الذي آن وقت اكتشافه، ويبرز جمالها السياحي الفتان، ويعيد لها الماضي، لتتباهى بأمجاده بين قريناتها.