البادرة الشبابية وريادة متميّزة
لايزال نادي الشباب يحتل الطليعة في الاهتمام بالجانب الاجتماعي انطلاقًا من مسؤوليته الاجتماعية، فقد نفذ مع بدء هذا الشهر الفضيل حفل اﻹفطار الرمضاني التاسع لأعضاء جمعية إنسان مصاحبًا له برنامج ترفيهي لهؤلاء الأيتام فجزاهم الله خير الجزاء رئيسًا، وإدارة، وجهات مشرفة على هذا العمل اﻹنساني، الذي تميّز به هذا النادي عن غيره من اﻷندية التي شعارها فقط كرة القدم، ولا تهتم بالجوانب اﻹنسانية إلاّ فيما ندر. ولا شك أن مثل هذا العمل هو من إدخال السرور على المسلم، فكيف إذا كانوا أطفالاً وأيتامًا فإن الفضل أعظم عند الله سبحانه وتعالى، ولتتأملوا معي هذا الحديث (عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشتكي قسوة قلبه، فقال له: «أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك يلن قلبك، وتدرك حاجتك». أخرجه الطبراني وصححه الألباني، إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه، والتي حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم ومنها في صحيح البخاري عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا»، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. وأي منزلةٍ أفضل من ذلك؟ نسأل الله أن يوفقنا وإيّاكم لذلك. ومثل هذه المبادرات حري باﻷندية أن تحرص على القيام بها، ويكون لها نشاط اجتماعي على اﻷقل في رمضان كمسؤولية اجتماعية يفترض أن تكون الانطلاقة لها في كل عام، وهو أمر مطلوب، ويغير الصورة النمطية عن اﻷندية أنها فقط كرة قدم، وأنها حاضن لمثل هذه اﻷعمال المباركة، مرة أخرى نغبط نادي الشباب على هذه البادرة التي تتكرر سنويًّا، وهي بادرة يُشكرون عليها لهم أجرها كسنة حسنة سنّوها في هذا النادي الرائد للعمل الخيري بين جميع اﻷندية السعودية. وأخيرًا أستغل هذه الفرصة ﻷبارك للجميع بهذا الشهر الفضيل، نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لصيامه وقيامه والعتق من نيرانه، ويجعلنا في جناته إنه سميع مجيب الدعوات.