قدوات العمل الخيري

الجمعيات الخيرية المنتشرة في بلادنا هي مؤسسات تكافلية تسعى لتقديم العمل الخيري وإشاعة روح التآخي والتعاضد في مجتمعنا المسلم امتثالاً لتعاليم الدين الحنيف. تسعى الجمعيات الخيرية للمساهمة في العمل التطوعي في حدودها الإدارية والتي تقع تحت مسؤوليتها بمساعدة المحتاجين من الفقراء والأيتام والأرامل بغية توفير مستوى معيشي وسكني ملائم يرفع عنهم الفقر والعوز, أيضا في إطار ما حثنا عليه ديننا الإسلامي ودعمته حكومتنا الرشيدة؛ فجمعية البر بجدة مثلاً والتي أستطيع التحدث عنها لعلمي عن قرب بنشاطها تكفل آلاف الأيتام, وتساعد آلاف الأسر بما يقارب 6000 أسرة, وتؤوي أطفالاً بدار الفتيات, ومئات الأطفال بالدار النموذجية, خلاف المكاتب المنتشرة بالمحافظة. وتقوم الجمعية كذلك بتأمين كامل الاحتياجات لمن يسكن لديها من ملبس ومأكل ومشرب, وتدخلهم المدارس, وتؤمّن لهم المواصلات اللازمة, خلاف كفالة الأيتام في منازلهم من الأسر المحتاجة التي تجاوزت 1500 أسرة تصرف لهم إعانات شهرية عينية من المواد الغذائية أو الملابس أو المساعدات المقطوعة, إضافة إلى مساعدة أكثر من 5000 آلاف أسرة. ومصروفات الجمعية والتزاماتها في تزايد مستمر . ومما يشد أزر تلك الجمعيات هو الدعم اللامحدود الذي يصل إليها وبخاصة من قادة هذه البلاد وأمرائها الكرام وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي لا يألو جهداً في دعم أي مشروع خيري يعود نفعه وخيره على أبناء هذا البلد الكريم. وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وعمله الخيري الذي لا يستغرب من سلمان الخير ليأتي تبرعه السخي للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض 'إنسان' بمبلغ وقدره عشرة ملايين ريال إسهاما منه في خدمة أبناء الجمعية إضافة إلى تبرعه بمبلغ ستة ملايين ريال لمشروع الأمير سلمان لتعليم القرآن الكريم عن بعد, فجزاه الله خير الجزاء, وجعل ذلك في ميزان حسناته. صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد بن فهد الخيرية للتنمية, هذه المؤسسة الفتية التي قامت بتدريب وتأهيل وتوظيف 45 ألف شاب وشابة, إضافة إلى قيامها بالمشروع العملاق مشروع الإسكان الميسر حيث تم تسليم 140 وحدة سكنية لمستحقيها بالدمام, و36 بحفر الباطن, و119وحدة أخرى بالقرب من مركز البطحاء, ناهيك عن مشاريع أخرى كبناء جامعتين باسم الملك فهد رحمه الله, وبخلاف العديد من الأوقاف, وغيرها من أعمال خيرية لا يستوعبها المقال. صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال ونخصّ مؤسسته الخيرية التي أطلقت مؤخراً وخلال شهر رمضان الفضيل سراح 1059 سجيناً في كل من السعودية وجمهورية مصر العربية من سجناء الحق الخاص قامت المؤسسة بتسديد ديونهم (جريدة الشرق الأوسط: الاثنيـن 23 رمضـان 1435 هـ 21 يوليو 2014 العدد 13019). أما صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية تكافل الخيرية لرعاية الأيتام بالمدينة المنورة فقد قاد حملة التبرعات بتبرعه بمليون ريال ثم توالت التبرعات التي وصل مجموعها إلى 49 مليوناً وهو المبلغ الذي لم يكن متوقعا, وقد وجّه سموه بتخصيص مبلغ 25 مليونا لشراء وقف لصالح الجمعية الأمر الذي يكفل استمرار الجمعية وريعها في تقديم خدماتها, فجزاه الله خير الجزاء. وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز حيث العمل الخيري والإنساني متأصل في ذاته منذ نعومة أظفاره والذي عم خيره الجميع من القاصدين والطالبين. وقد ساهم كعادته بدعم 202 جمعية خيرية شاملة عموم المملكة, . هذا خلاف عتق الرقاب, وخلاف ترميم المساجد, جزى الله الأمير الشاب الخلوق ابن الفهد خيرا, فمثل هذه الأعمال ليست بمستغربة عليه, وجعلها الله في ميزان حسناته, وصحائف أعماله. صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء 'كفالة يتيم' بجمعية البر في المنطقة الشرقية أوضح بأنه صرف خلال العام المنصرف 6 ملايين ريال لأكثر من 1880 يتيما شملت أيضاً سداد الإيجارات والمنح الدراسية وترميم المساكن.. الشيخ صالح بن علي التركي صاحب شركة نسمة وإليه ينسب الفضل بعد الله له في إحداث نقلة نوعية لجمعية البر في جدة, وهو مؤسس مصنع التطريز الخيري الذي يقيم حفل الإفطار الخيري كعادة سنوية بفندق الهلتون بجدة لأيتام الجمعية بحضور عدد من رجال الأعمال, وعدد من الإعلاميين, والهدف من الحفل هو التواصل بين أفراد المجتمع والقرب من هذه الفئة الغالية علينا جميعا. السيد محمد عبدالله شربتلي, رجل الخير والبر والإحسان يعمل بخفاء, وقد بنى مجمعا سكنيا بمنطقة (بريمان) يشرف على تنفيذه ابنه سيف, هذا البناء الذي أنجز بمواصفات عالية كلف ما يقارب من(70) مليون ريال خُصص للأيتام والأرامل والمستحقين, وإني لأعتذر إليه سلفا لنشر مثل ذلك. بقي أن أقول إن المقال اعتمد بالدرجة الأولى على ما تم نشره ومتابعته عبر الصحف, وأمثال هؤلاء الخيّرين كثر ولله الحمد والمنة في بلدنا بلد الخير والعطاء, ونحن لا نملك إلا الدعاء لهم، قال تعالى: (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [البقرة:262].