تضامن أفعال لا تضامن أقوال

تضامن أفعال لا تضامن أقوال
علاقتنا بمصر علاقةٌ أزلية يزيدها قوةً على مر الزمان رباط التاريخ والإسلام والعروبة ، فما يهم المملكة يهم مصر وما يهم مصر يهم المملكة ، وبهذا الفهم سيظل رباط البلدين الشقيقين وثيقاً وستبقى دائماً علاقتهما متينةً بغض النظر عمن يحكم مصر ، وهذا يعني ما نكنه لهذا الشعب العربي الكريم من أواصر المحبة المتبادلة والتفاهم التام ، فإننا حينما رحبنا مجدداً بمصر في عهدها الجديد ، بقيادة رئيسها الجديد تأملنا أن نرى عهداً زاهراً ، وقيادةً واعيةً تعيد لمصر مكانتها الحقيقية ووضعها المؤثر في خارطة الاستقرار العالمي ، لتلعب دورها القيادي والريادي بقدرةٍ وجدارة كعهدنا بها ، فالمسيرة تنطلق على بركة الله وقد تجاوزت المرحلة الانتقالية ، وبدأت بفضل الله مرحلة تطبيق خارطة الطريق التي رُسمت في هذا المنعطف من تاريخ مصر بصورةٍ تهدف إلى بلوغ الغايات وتحقيق الآمال ، والظفر بما يتطلع إليه الإخوة المصريون من أمنٍ وأمان واستقرار وحياةٍ كريمة ، تطمئن قلوبهم وتجعلهم يلتفون حول قيادتهم ، وقد توحد صفهم وأصبح طابع تعاملاتهم التسامح والتآخي لبناء ما انهدم وتعمير ما دمر ، وهذا لا يتأتى إلا بالانخراط في منظومة العمل الجاد والعطاء المتواصل ، ونبذ الخلافات التي تعيق الاستقرار والنماء ، فتلك هي الأجواء الصحية التي يتمناها السعوديون لإخوتهم المصريين ، وبما أن القيادة المصرية الجديدة تدرك المكانة الروحية للمملكة العربية السعودية ودورها الإقليمي وعمقها العربي وتأثيرها العالمي ، فضلاً عن مواقف المملكة الأخوية مع شقيقتها مصر ، ولكل هذه المشاعر الصادقة المتمثلة في احترام خيارات الشعب المصري ، ودعم تلك الخيارات سياسياً ومادياً ، أملاً في عودة هذا البلد المؤثر لواقعه المرموق وطبيعته القيادية وممارسة دوره المعهود وبناءً على ذلك الاهتمام ، جاءت زيارة الرئيس المصري للمملكة تقديراً لمواقف الرجل الحكيم صاحب الفكر السديد والرأي الرشيد خادم الحرمين الشريفين أيده الله وأدامه ذخراً وفخراً للعروبة والإسلام ، إن مواقفه عظيمة لا ينكرها إلا جاحد ، فهو الذي يحمل هم الأمة العربية والإسلامية قاطبةً ، ولا أدل على ذلك من أياديه البيضاء التي ظلت ممتدة تضامناً وتفاعلاً ودعماً لكل شقيقٍ وصديق . إن تواصل العهد الجديد مع المملكة يبدو أنه من طرازٍ فريد وأنه تواصلٌ جاد سيدحض فكرة ذلك المسؤول الغربي الذي يرى أن صداقة العرب لا تنفع وعداوتهم لا تضر فتقارب الشعبين الشقيقين تدعمه آلياتٌ تكذب ذلك التصور بل تقوي أركان التواصل وتتمثل في وعي الطرفين وعزمهما على بناء رؤيةٍ تتضمن خياراتٍ استراتيجية لمواجهة الهموم العربية والمخاطر التي أفرزتها التفاعلات التي تعصف بالمنطقة ، وتتسم بتسارع وتيرتها ومتغيراتها التي تبرز تحدياتٍ تلزمها المواجهة ، لاسيما الجانب المتعلق بملف الأمن القومي العربي وملف الإرهاب ، كما أن الرئيس المصري يدرك أن السعودية لا ترضى ولا تسمح للمحاولات الرامية لتشويه الدور المصري ، وسحب بساط القيادة والريادة التي ظلت مصر مؤهلةً للقيام بها على أكمل وجه ، فإذا وُفقت لا سمح الله تلك المحاولات الضارة من فرض هيمنتها ، فهذا يعني اختلال موازين القوى ، لذا فالمملكة تعمل جاهدةً لدعم الدبلوماسية المصرية في الوقت الحالي دعماً استراتيجياً يضمن استقرار المملكة عموماً ودول الخليج على وجه الخصوص ، فهذا التوجه المخلص يؤكد أننا مقدمون على تضامنٍ حقيقي يرعى حزمة المصالح ، ويواجه التهديدات المستمرة ومن منطلق تفاؤلنا بغدٍ جديدٍ واعد للعلاقات السعودية المصرية نقول : وداعاً لتضامن الشعارات ومرحباً بتضامن العطاء ، وإعادة منظومة بناء العمل العربي المشترك عموماً والتي تركز على حماية الأمن القومي العربي ومواجهة الإرهاب ، كل هذه المعطيات تؤكد أهمية هذه الزيارة وما قد يترتب عليها من تحولٍ في ثقة الأنظمة العربية ببعضها وبُعداً لشبابنا عن ممارسة الإرهاب والأفكار الضالة التي لا صلة لها بالدين ، ويكفي أن نتأمل المشاعر التي تبادلها الزعيمان أن المساس بإحدى الدولتين الشقيقتين مساسٌ بالأخرى .

أخبار ذات صلة

«اسحب على الجامعة يا عم»!!
حكاية مسجد في حارتنا..!!
شر البلية ما يُضحك
أطفالنا والشاشات
;
الرد على مزاعم إسلام بحيري في برنامجه إسلام حر
السعودية ومرحلة الشراكة لا التبعية
جلسات علمية عن الخلايا الجذعية
الشقة من حق الزوجة
;
المزارات في المدينة المنوَّرة
خطورة المتعاطف المظلم!
خطورة المتعاطف المظلم!
لماذا يحتاج العالم.. دبلوماسية عامة جديدة؟!
أدب الرحلات.. والمؤلفات
;
كيف نقضي على أساليب خداع الجماهير؟!
المتقاعدون والبنوك!!
د. عبدالوهاب عزام.. إسهامات لا تُنسى
فلسفة الحياة.. توازن الثنائيات