لا اجتهاد مع النص ..!

لا اجتهاد مع النص ..!
على مدار الأسبوع الفارط، تناولت بعض الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي ما رشح من تسريبات عن عزم وزارة التربية والتعليم على اصدار تعميم يختص بإجازة رعاية المولود، مما أثار قلقًا، أو هو على الأرجح غضب شريحة عظمى من المعلمات اللاتي رأينَ أن في ذلك تجريدًا لهن من حقّ مكفول بموجب ما نصّ عليه نظام الخدمة المدنية ومعلوم بالضرورة أن وزارة التربية والتعليم إدارة تنفيذية إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعلو كعب قراراتها أو تعاميمها فوق نصوص النظام، إذ لا اجتهاد مع النص. فالمادة (22) من لائحة الاجازات رقم (1/1037) في 16/2/1426هـ والجاري بها العمل من 15/5/1426هـ وفق قرار مجلس الخدمة المدنية رقم (1/1285) في 17/ 1/1429هـ جاء في فقرتها الأولى «تستحق الموظفة إجازة وضع مدتها (60) يوما بكامل الراتب» وجاء في فقرتها الثانية «إذا رغبت الموظفة التفرغ لرعاية مولودها يجوز لها الحصول على اجازة تمتد حتى (3) سنوات خلال عملها الوظيفي ويصرف لها 1500 ريال شهريًا..» مما سبق يمكن القول أن (اجازة رعاية المولود) من الحقوق التي كفلها النظام ويمكن لكل معلمة أو موظفة الدخول على موقع وزارة الخدمة المدنية لمعرفة ما لها وما عليها. لقد استدعى انتباهي (تغريدة) احد مديري التعليم التي جاء في سياقها قوله: «اجازة رعاية المولود استغلت من البعض» وكان حري به أن يوضح كيفية الاستغلال، خاصة وأنه يقول في ذات التغريدة «أصبحت لغير ما وضعت له..» كيف؟! ولا أدري كيف يؤثر ذلك على المصلحة العامة، ونظام الخدمة المدنية يجيز صراحة التعاقد مع بديلات للقيام بمسؤوليات المعلمات المجازات يؤمل أن تبادر وزارة التربية والتعليم إلى اصدار بيان تضع فيه النقاط على حروف هذه القضية لكي تطمئن نفوس المعلمات ويتحقق لهن الاستقرار النفسي وهن يبدأن عامًا دراسيًا جديدًا مفعمًا بالأمل. ألا يكفي أن المرأة العاملة في بلادي تواجه حفنة معضلات منها الانتقال الآمن من وإلى العمل، عدم وجود حضانات في مقار العمل لكي يستودعن فيها أطفالهن لتسهيل رعايتهم عن قرب ولعل من المناسب أن نستعرض بعضًا من نماذج (اجازة رعاية المولود) في عدد من الدول لا لشيء وإنما ليرى أولئك الذين يمنّون على المرأة العاملة لدينا بإجازة رعاية المولود المتواضعة فالاتحاد الأوروبي حدد لأعضائه أن اجازة الرعاية يجب أن لا تقل عن (20) أسبوعًا / يعني (5) أشهر مدفوعة الراتب بالكامل.. وإذا ما أردنا الوقوف عند الدول المختلفة يستلفت انتباهنا دولة السويد التي تمنح (450) يومًا يعني (سنة وربع السنة) = (15) شهرًا اجازة أمومة أو أبوه بـ (80%) من آخر راتب، وإذا ما كان الراتب عفيفًا فان الدولة تضمن حدًا أدنى يكفي للمعيشة الكريمة.. ألا يمكن أن نكون كالسويد في معاملة المرأة العاملة وإذا لم يكن كذلك فعلى الأقل كالبرتغال (125) يومًا إجازة رعاية براتب (100%). * ضوء: (يمكنك أن تحدث اختلافًا في العالم إذا وثقت فيمن حولك).

أخبار ذات صلة

قراءة متأنية لرواية «رحلة الدم» لإبراهيم عيسى (3)
لماذا إسبانيا؟!
الموانئ والجاذبية في الاستثمار
احذروا ديوانيَّة الإفتاء!!
;
قصة عملية مياه بيضاء..!!
منتجات المناسبات الوطنية!
القيادة.. ودورها في تمكين المرأة للتنمية الوطنية
الرُهاب الفكري!
;
(1) رجب.. ووهم فجوة الأجيال
علماء ساهموا في بناء الحضارة الإنسانية
في ذكرى اليوم الوطني الرابع والتسعين
رسالة نافذة
;
صهــــرجة
النافذة المكسورة!!
التنمية.. والسياحة
مبادرة سعودية رائدة.. تُعزز القطاع غير الربحي