متى تختفي المشاحنات الرياضية ؟!

متى تختفي المشاحنات الرياضية ؟!
لاشك أن الرياضة تحظى باهتمام الكثير من الناس في بلادنا وخصوصًا الشباب، وتسيطر كثيرًا على عقولهم وأفكارهم، وليس هذا محور حديثي، بل إن ما أريد التحدث عنه يتعلق بردود الفعل لدى المشجعين الذين لا يقبلون الخسارة في الرياضة، بل تعدى الأمر ذلك بتبادل العبارات الساقطة التي ليست من الإسلام في شيء، وللأسف الشديد إن هذا -وشاهدته بنفسي- يصدر -في بعض الأحيان- من قيادات إعلامية مع رياضيين بارزين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وللأسف أنها تنتشر بين الرياضيين بسرعة فائقة بين مؤيد ومعارض لأحد الفريقين، ولا يتورع بعضهم عن استخدام مفردات سيئة لا تليق، تتعارض مع أخلاقيات هذا الدين العظيم الذي يحث على مكارم الأخلاق، وكذلك على الأخلاقيات الحسنة، بل طالبنا رسولنا وحبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نحب لأنفسنا ما نحب لإخواننا بقوله: (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وقد كرر المصطفى -صلى الله عليه وسلم- القسم أكثر من مرة لأهمية ذلك، وخاصة أن كل مسلم لا يمكن أن يُحب لنفسه سفاسف القول، فما أحوج بعض الرياضيين سواء إعلاميين أو مشجعين أو مسؤولين إلى تذكّر مقامهم أمام الله، وأن كل ما يصدر منه سيكون أمامه يوم القيامة يحاسب عليه، وليحرص المسلم على الكلمة الطيبة التي ترفع درجته عند الله، يقول تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلًا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار).. 25- 26 من سورة إبراهيم، ويقول بعض المفسرين: إن كلمة طيبة هي كلمة التوحيد، والشجرة هي شجرة الإيمان، وفروعها الأعمال الصالحة، وبعضهم قال: هي عبارة عن المؤمن، وقوله الطيب، وعمله الصالح، فلا يخسر الإنسان أخلاقه ويخسر أصدقاءه ويخسر إخوانه بسبب الرياضة، فالخلق الحسن والكلمات الطيبة هي ما ينبغي أن تسود في وقت، كل واحد منا بحاجة لها أكثر من حاجته للماء والطعام، لأنها تكسبه رضا ربه وزيادة حسناته بإذنه تعالى، فحري بكل مشجع أن يحرص على هذا الجانب، وألا يخسر مع النتيجة الأخلاق التي هي الأهم، يقول عليه الصلاة والسلام: (أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)، فللخلق الحسن منزلة عالية عند الله، أسأل الله أن يُوفِّق الجميع للتخلص من المشاحنات الرياضية، وتختفي من مجتمعنا، وأن يغفر لنا جميعًا الذنوب، ويأخذ بأيدينا لكل خير، إنه على ذلك قدير.

أخبار ذات صلة

قطار الرياض.. إنجاز يقودنا إلى المستقبل
كورنيش جدِّة والمستهترون
«الستر» قيمة حياتية وصفة ربانية
ورم عبر القارات!!
;
قصَّتي مع جبل فوجي..!!
ميزانيَّة الخير: نجاحات رغم التحدِّيات
حملة «وعد» هي السَّند
الطرق البطيئة
;
في العتاب.. حياةٌ
مهارة الإنصات المطلوبة على المستوى الدولي
مقوِّمات.. لاستقرار الشركات العائلية
ستيف هوكينغ.. مواقف وآراء
;
لا تخرج من الصندوق!
(قلبي تولع بالرياض)
سياحة بين الكتب
تمويل البلديات.. والأنشطة المحلية