تحية تقدير إلى الدكتور عبدالعزيز خوجة

تحية تقدير إلى الدكتور عبدالعزيز خوجة
ماذا عساي أن أكتب عن الفارس الذي ترجّل عن فرسه، أم الإنسان صاحب الذوق الرفيع، والهمّة العالية، أم رجل المهامّ الدبلوماسية القدير، أم الشاعر الصديق عبدالعزيز محيي الدين خوجة؟ استرجعت عقودًا من الزمن عرفته من خلالها، كان لي شرف معرفته صديقًا أعتزُّ بقامته الأدبية والثقافية والوظيفية، لم تنقطع علاقة الود بيننا، ففي كل المراحل من حياته التي عرفته فيها وكيلاً لوزارة الإعلام، ثم أستاذًا في كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز حتى تم اختياره سفيرًا في تركيا وروسيا، ثم المغرب ولبنان، حتى استقرّ به المقام وزيرًا للثقافة والإعلام، لم تغيّره المناصب والألقاب، فهو كما عرفته الشاعر الأثير، ذو القلب الكبير. * في زاويتي التي يتشرّف قلمي بالحديث عن عبق رجال من الوطن، أودُّ أن أزجي له التحية والتقدير، نيابة عن مَن أحبوه وهم كثر. عندما تقلّد منصب الوزارة وزيرًا للثقافة والإعلام لم يزده المنصب إلاَّ تألقًا وتوهجًا وذوقًا، وقد ألقى بظلال ذوقه الرفيع، وشاعريته الملهمة، ودبلوماسيته الراقية على نتاج عمله في الثقافة والإعلام، وقد سجلت له صفحات الإنجاز أنه أحدث انفتاحًا إعلاميًّا غير مسبوق، فقد تعامل مع الإعلاميين والمثقفين بمهنية راقية؛ لأنه واحد منهم، كان وسطيًّا يكره كل أنواع التطرّف والتعصب الأعمى؛ لأنه يملك مهجة شاعر محب. وكان فارسًا في ميدان السياسة وفنونها، دبلوماسيًّا محنكًا وسفيرًا لقلوب مواطنيه في أي مكان حلّ فيه، سواء في أنقرة، موسكو، الرباط، وبيروت. مثّل بلاده في المحافل الدولية أستاذًا جامعيًّا، ووكيلاً لوزارة الإعلام، وسفيرًا لوطنه، وعندما تم اختياره ليكون وزيرًا للثقافة والإعلام أدرك بثاقب بصيرته، وحسّه الإعلامي أن الزمن تغيّر، وأن الرؤية الإعلامية المتجددة قد اختلفت، فواكب عصره، وكان أول وزير (يطب ميدان التواصل الاجتماعي)، وينجح في التواصل مع مختلف الأطياف من خلال تغريداته في تويتر، أو صفحته في الفيس بوك، عدّه كثير من المثقفين والفنانين والأدباء والشعراء أنموذجًا يُحتذى به ذوقًا وثقافةً وتعاملاً. برغم حجم مسؤولياته لم تشغله عن أداء واجباته الاجتماعية مع أصدقائه، وموظفيه، فكان حاضرًا بقوة في مناسبات أفراحهم وأحزانهم. بعد صلاة الجمعة، وفي وقت راحته الخاصة تراه ببسمته الصافية، وذوقه الرفيع يرحب بكل قادم إليه في بيته العامر بالود والذوق. عبدالعزيز خوجة مرهف الحس، مفرط الذوق، أضافت الدبلوماسية إلى حياته تعاملاً راقيًا انعكس على عمله القديم الجديد. حرّك المياه الراكدة، وفعّل دور الثقافة والمثقفين، واحتفى بالكِتاب ومعارضه؛ إيمانًا منه بدور الثقافة والقراءة، وناله من سهام ذلك ما ناله.. لكنه لم يتراجع، ولم يأبه، وترافع عن أن يكون خصمًا لمن لم يتفق مع رؤيته. فصل الثقافة عن الإعلام، وأصبح الإعلام المرئي والمسموع هيئة مستقلة. وتوّج حبه الإعلامي بإطلاق أعظم وأكبر سفارتين لخادم الحرمين الشريفين في كل أصقاع الدنيا، يصل إليها بث قناتي القرآن والسنّة، وصدح صوت أذان وصلاة الحرمين في قلوب وآذان الملايين من المسلمين في كل الدنيا، فازداد تعلّق القلوب بقبلة الدنيا، ومسجد ومثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم. صديقي الأثير.. وإن ترجّلت اليوم عن فرسك، فلازال أدبك وشعرك وذوقك عنوان شخصيتك، فأنت كما قلت: قالوا تُحب. نَعم، هل في الهوى خجل يا شعرُ لا شعرَ لي إن لم يكن غزل ولأن حبي لك فوق مستوى الكلام، قررت أن أسكت والسلام.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح