في اليوم العالمي للغة العربية.. انطقوا بها

في اليوم العالمي للغة العربية.. انطقوا بها
أطلق د. زياد الدريس مندوب بلادنا في اليونسكو تغريدة هذا نصها: 'في اليونسكو يتحدث بعض العرب بالإنجليزية أو الفرنسية رغم توفر العربية الفورية، والصيني لا يتنازل). من يخفض رأسه يهوّن شأنه عند الآخرين وهو يظن أنه سيُنظر إليه بإعجاب لتحدثه بلغة المهيمن حضاريًا، في حين أن من يتحدث بلغته الأم يُنظر إليه بإكبار، وأذكر أني حضرت محاضرة لمستعرب صيني في الرياض تحدث بلغة عربية جيدة، لأنه يخاطب عربًا، وسأله أحد الحاضرين هل تعلّم الصين في مدارسها العلوم بالإنجليزية؟ فأجاب دون تردد: لا يقبل الصينيون أن يعلموا في مدارسهم بغير الصينية. وقد حضرت قبل سنتين اجتماعًا لمجلس حقوق الإنسان في جنيف فساءني أن يلقي مندوب عربي كلمة بلاده بلغة أجنبية، في حين أن العربية لغة رسمية، وهو بين أمرين إما أنه لا يعرف العربية أو هي الهزيمة الحضارية أو لإثبات أنه يعرف تلك اللغة، وذلك يقلل منه ولا يرفعه، لأن مجلس حقوق الإنسان يشجع على التحدث باللغة الأم وعلى ارتداء اللباس الوطني. كتبت في هذه المناسبة تغريدة 'قبل أسابيع هلك سعيد عقل أحد الذين حاربوا اللغة العربية، وقد مضى غير محمود السيرة ولا مأسوف على هلاكه' فعلق أحد المتابعين أن بعض العرب سحّ الدموع عليه وأشاد بفضائله وقد ذكرني ذلك بموقف الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك) حين انسحب فورًا من اجتماع للاتحاد الأوروبي لأن مواطنًا فرنسيًا يعمل في الاتحاد ألقى كلمة باللغة الإنجليزية، وبرر الانسحاب أنه لا يطيق سماع مواطن فرنسي يتحدث بغير الفرنسية، وبعض قومنا يثني على سعيد عقل الذي حارب العربية عدا مواقفه المؤيدة لاحتلال فلسطين. فرنسا الدولة الأولى في العالم الأشد تمسكًا بلغتها، ونشرًا لها، وهي كما يقول ليونيل جوسبان: 'اللغة الفرنسية هي الرابط الذي تستند إليه الجمهورية الفرنسية' وللموازنة غير العادلة نذكر كيف أننا في مجتمعنا السعودي قد ركعنا لرطانة العمالة الوافدة فكسرنا اللغة العربية ونطقناها كما ينطقونها، ولو تكلمنا بها سليمة لتعلموا العربية وصُنَّا ألسنتنا عن تعجيم اللغة، بل للأسف أن منا من أجبر أطفاله على الدراسة بلغة أجنبية في التعليم الأولي، وهو مصادرة لحقهم في التعلم بلغتهم الأم الأقوى استيعابًا للمعلومات كما هو مقرر عند التربويين، وبعضهم يخلط (وقد يغالط) بين تعلم لغة أجنبية والتعليم بها: الأول مطلوب والثاني مغالطة ومكابرة واعتداء على حق من حقوق الطفل. اللغة العربية لغة محفوظة، لا خوف عليها، ولكن الخوف على الهوية العربية الوطنية أن تذوب بين التساهل أو تعمد تهميشها وبين عمالة وافدة تكسر بألسنتها اللغة العربية أو مهزوم حضاري يعمل على تهميش اللغة بقصد أو بغير قصد، وبخاصة اشتراط اللغة الأجنبية في الحصول على لقمة العيش، وفي هذا المجال يأتي تسابق المحلات التجارية على الأسماء الأجنبية وكتابة اللافتات والفواتير بلغات أجنبية. انطقوا باللغة العربية تكونوا كبارًا وتحافظوا على الوحدات القُطْرية والعربية وتكرموا أنفسكم أمام الآخرين، وكونوا كالصين وفرنسا والاتحاد الأوروبي لم يتنازلوا عن لغاتهم قيد أنملة لأن اللغة هوية حضارية.

أخبار ذات صلة

ترند مرحلي.. وخسارة دائمة
شيءٌ من الثقافة المصرية
(قوى) والعمل والتأمينات
زلـــــــــط
;
مليونيرات العالم.. يتسابقون للعمل في المملكة
ماذا يحمل فوز ترمب من مفاجآت؟!
الحذر!!
ملاحم بطولية
;
زيادة مقاعد (القبول)..!
مطلوب اسم لجبل (دكَّا)..!!
فضيلة الغفران
التطور الإعلامي لوزارة الحج والعمرة
;
الترفيه.. والإجازة الصيفية للطلاب
بناتنا.. وجامعة طيبة
دور (التعليم العالي) في التنمية
ثقة السعودي بنفسه