حديث الأربعاء
الأخ الكريم الأستاذ محمد عمر العامودي حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أتابع على مدى أربعين عامًا زاويتكم الأثيرة (حديث الأربعاء)، وما تحمله من مضامين هادفة، وأفكار مستنيرة، وطرح غاية في الاتزان والموضوعية، بأقل عدد من الكلمات، مصداقًا للقول المأثور 'خير الكلام ما قلّ ودلّ'، وهذه موهبة حباكم المولى عز وجل بها، ذلك أن البلاغة في الإيجاز. وقد اطَّلعتُ على ما تفضلّتم بتناوله بصحيفة 'المدينة' في عددها الصادر يوم الأربعاء 18/2/1436هـ، حول النقص الحاد في المياه، والمعاناة التي يعيشها المواطنون من ارتفاع كلفة الماء المجلوب بالوايتات، مع الارتفاع المفاجئ في فاتورة شركة المياه الوطنية. وبودّي أن أشير هنا إلى التجربة الرائدة التي طبّقتها شركة مكة للإنشاء والتعمير، وشركة جبل عمر للتطوير، بإعادة استخدام مياه المغاسل والأدشاش بعد معالجتها، وإعادة ضخّها في صناديق الطرد (السيفونات) في مئات الشقق، وآلاف الغرف في أبراجها العملاقة بجوار المسجد الحرام، والتي وفرت 40% من المياه العذبة على أقل تقدير. وعلى الرغم من أن هذه التجربة الرائدة لقيت صداها الطيب على أعلى المستويات في الدولة، وتوّج ذلك بصدور الأمر السامي الكريم رقم (228)، وتاريخ 29/8/1426هـ بإعادة تدوير مياه المغاسل والاستحمام لاستخدامها في صناديق الطرد في الجهات الحكومية والمؤسسات والهيئات العامة، والمراكز والمجمعات السكنية والتجارية والتعليمية والصناعية، والالتزام بتنفيذ شبكتين لتدوير المياه عند وضع المواصفات والمخططات لبناء منشآت جديدة. إلاّ أنه للأسف الشديد، أن هذه التجربة لم تنفذ لا في المجمعات السكنية والأبراج والعمائر الكبيرة، ولا في المنازل والفلل ذات الطوابق المحدودة. وأرى أنه ينبغي للجهات الحكومية المختصة أن تفعّل مضمون الأمر السامي، بربط تصاريح البناء بتطبيق هذه التقنية وملاحقة توصيلات المياه بأن تفرض على المستهلكين ما يوفر لهم 40% من استهلاك المياه. وهو حل سوف يسهم -بإذن الله- في توفير المياه وترشيد استخدامها على المدى الطويل. مع أطيب تمنياتي لكم بالتوفيق والسداد. أخوكم: عبدالرحمن عبدالقادر فقيه * تعليق: إسهام وطني رائع، يُسجّل لمركز فقيه للأبحاث والتطوير، وتجربة رائدة لمواجهة أزمة المياه. دعا إليها -المركز- منذ عقد ونيف ولا يزال يلح.. كتبنا عنها مرارًا.. لكنها صرخة في وادٍ.. نسأل الله العفو والعافية!!