حمى المونديال
تاريخ النشر: 23 يونيو 2010 14:55 KSA
تعمدت الابتعاد عن الكتابة عن الكرنفال العالمي حتى أتصفح أوراق كافة المنتخبات من خلال ظهورها الأول علي أخرج برؤيا فنية واضحة ولكنني لم أصل إلى مبتغاي.
نعم بدأ مونديال جنوب إفريقيا 2010 ودقت النواقيس الإفريقية المزعجة المدعوة بالفوفوزيلا التي أصابتني بصداع رهيب في رأسي حتى أنني أصبحت أسمع وقعها في أحلامي مما أصابني بالحمى التي انتقلت كالعدوى بين جماهير الفرق العالمية حيث أنها لم تقتصر على الجماهير الإفريقية.
بنظرة سريعة لاحظت إفلاساً فنياً لدى المنتخب الإيطالي والفرنسي اللذين ظهرا بصورة شاحبة وكأنهما يلعبان كرة القدم في الأدغال الإفريقية بعيداً عن الملاعب الأوروبية ضاعت معها خبرات الاحتراف في المونديالات الماضية فشاهدنا عقماً فنياً واضحاً إضافة إلى العك الكروي الذي تسوده الكرة الأوروبية المعقدة التكتيكية الخانقة.
في المقابل قدمت منتخبات أمريكا وكوريا الجنوبية وساحل العاج إضافة إلى الأوروغواي نفسها بطريقة لافتة خطفت الأنظار وأعطت المونديال رونقاً آخر فشاهدنا النمور الآسيوية تتفوق على أبطال أوروبا 2004 كما شاهدنا أفيال إفريقيا يقارعون نجوم البرتغال الند بالند وقد يكون وصولهم للدور الثاني عبر بوابة السامبا في حين نجح منتخب الإمبراطورية العظمى في العالم في الوقوف سداً منيعاً أمام خبرة الإنجليز الذين وجدوا أنفسهم حائرين أمام طموحات الأمريكيين الذين وضعوا الحارس الأخضر في موقف لا يحسد عليه حيث توالت عليه رسائل التهديد بالاغتيال عبر شبكة الموبايل.
التاريخ من الممكن أن يعيد بعض أمجاده خصوصاً ونحن نرى الأوروغواي يأخذ دور الحصان الأسود في هذا المونديال وهو قاب قوسين أو أدنى من التأهل للدور الثاني بعد أن قطع مسافة كبيرة بالتعادل أمام الديوك والضحك على الأولاد بالثلاثة ومن يرجع إلى التاريخ يجد أن الأوروغواي هي بطلة النسخة الأولى من هذا المونديال العالمي.
نجوم المانشافت ضربوا بقوة وقلبوا الطاولة مبكراً وقدموا أنفسهم بصورة جيدة ليست مستغربة على الماكينات الألمانية لكننا نراها تعمل بقوة في البداية لكنها سرعان ما تفقد البطارية في المراحل الأخيرة فيضيع المونديال الرابع على عشاق الألمان كالعادة ورغم أن الألمان تطوروا كثيراً إلا أن تطورهم لا يعد كافياً يا صديقي.
وفي المقابل لا تكفي أن تمتع وتستمتع بالأداء الساحر والسيطرة الكروية فهاهم أبناء الماتادور يصنعون كل شيء ولكنهم لم يحققوا أهم شيء فالكرة تناقلت بين أقدامهم والمرمى اهتزت قوائمه من قذائفهم لكن شباكه لم تهتز وهذا ليس كافياً في عالم المستديرة الذي لا يعترف إلا بهز الشباك.
زاد صداعي وازدادت أعراض الحمى لدي لكن لسعات الناموس الأحمر تعد علاجاً جديداً للحمى فأبناء كوريا الشمالية اخترعوا فناً جديداً للكرة وهو نظام كرة القدم العسكري الذي لا يعترف بالأخطاء التي متى ما حدثت دمرت جيشاً بأكمله.
Ammarbogis@gmail.com