نيجيريا تفشل القرار العربي في مجلس الأمن.. لماذا؟!

نيجيريا تفشل القرار العربي في مجلس الأمن.. لماذا؟!
ليست هذه المرة الأولى التي تمتنع نيجيريا عن التصويت في مجلس الأمن وفي المنظمات الدولية الأخرى عندما يكون الموضوع يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهذا أمر مؤسف وخطير عندما تتعمّد دولة مسلمة عضو في منظمة التعاون الإسلامي، وعضو في الاتحاد الإفريقي، ولها علاقات وطيدة مع كل الدول العربية والإسلامية، وهي تعلم أن قضية فلسطين جوهرية بالنسبة للعرب والمسلمين. التصويت على القرار في المرحلة الأولى في مجلس الأمن إجراء مبدئي، ولا يؤثر على نيجيريا بأي شكلٍ من الأشكال، لأن أمريكا في نهاية المطاف ستستخدم الفيتو ضد القرار، فلماذا اختارت 'لاجوس' إجهاض القرار وتأزيم علاقاتها مع العالم العربي بذلك الشكل المؤسف. هناك عدد من الأسئلة التي تتطلب الإجابة.. منها: هل كانت الوفود العربية تعلم بأن الوفد النيجيري سيمتنع عن التصويت؟.. وهل بلّغت عواصم الدول العربية بذلك حتى ترفع من مستوى التواصل مع الحكومة النيجيرية والضغط من أجل الحصول على موقف إيجابي؟.. ومنظمة التعاون الإسلامي هل كانت حاضرة في نيويورك أثناء التحضير لتقديم القرار؟.. وهل قامت بالاتصال بالوفد النيجيري للتأكد من موقفه؟.. وهل هناك إشكال بين الفلسطينيين وحكومة نيجيريا أدى إلى اتخاذ القرار بالامتناع عن التصويت؟.. وهل بُلِّغت نيجيريا بطريقة لا تقبل التأويل بأن امتناعها عن التصويت سوف يُؤثِّر على علاقتها مع الدول العربية والإسلامية؟! أمريكا على الدوام تسعى للحيلولة دون اتخاذ أي قرار ضد إسرائيل، وتوظّف علاقاتها بشتى الوسائل لتعطيل وصول القرار إلى مقره النهائي في مجلس الأمن حتى لا تضطر لاستخدام الفيتو، وفي هذه المرة يتضح أن نيجيريا كانت المنقذ لإسرائيل على حساب علاقاتها مع الدول العربية. الموقف الأسترالي الغرض منه ألا تبقى أمريكا الدولة الوحيدة التي صوّتت ضد القرار، وكان على الوفود العربية تصعيد الموقف معها قبل التصويت حتى تكون على بيّنة أن مصالحها على المحك. بريطانيا باعت فلسطين عندما كانت عظمى واليوم لم تعد عظمى ولم تعد تخجل من تاريخها المشين تجاه القضية الفلسطينية وهي باستمرار تابع لما تُمليه عليها أمريكا، ومرة أخرى مَن أَمِن العقاب أساء الأدب. في هذه المرة يجب توضيح الموقف العربي من مشروع القرار، ومن القضية الفلسطينية برمتها، وهل كان التأييد العربي حقيقي أم مجرد رفع عتب؟.. لأنه من غير المعقول أن تُضحِّي الدول التي لم تُؤيِّد القرار بمصالحها مع العرب إرضاءً لأمريكا التي فقدت مصداقيتها. العالم العربي في هذه المرحلة تعصف به الأزمات والمشاكل من كل حدبٍ وصوب، ولكن هذا لا يعني الاستسلام الكلي والتخلِّي عن القدس في وضح النهار، لأن ذلك يعني مزيدًا من التطرف والاضطرابات في المنطقة، والمصدر الرئيس ما تفعله الصهيونية العالمية وأعوانها ورعاتها في الغرب بالشعب الفلسطيني ومقدّسات المسلمين. الهزيمة في هذه المرة هي هزيمة لكل العرب، لأن المشروع مُقدَّم باسم 22 دولة عربية، والضحية الشعب الفلسطيني والقدس الشريف. موقف أمريكا بعد هزيمة القرار مُعاد ومُكرَّر وتقليدي، وعار على دولة تنادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وتقود حملة الحرب على الإرهاب، وفي نفس الوقت تغض الطرف عن الإرهاب الصهيوني، وتُجنِّد كل جهودها الدبلوماسية لإفشال مطالبة الفلسطينيين بالحصول على حقوقهم أسوة بشعوب العالم الأخرى. الموقف المطلوب من كافة الدول العربية والإسلامية على إثر ما حصل في مجلس الأمن، اتخاذ موقف واضح ومعاقبة كل مَن صوّت ضد القرار، أو امتنع عن التصويت، وعلى وجه الخصوص نيجيريا ورواندا، ولا يوجد أمام الشعب الفلسطيني سوى انتفاضة ثالثة تضع أمريكا وحلفاءها أمام الأمر الواقع، لأن أمريكا لن تُغيِّر موقفها إلا حين يكون هناك موقف عربي قوي تشعر من خلاله بأن مصالحها في خطر. لا يوجد أي مبرر لدى الحكومة النيجيرية لامتناعها عن التصويت لصالح إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين -مهما كانت الذرائع- سوى الضغط الأمريكي؛ الذي كان يجب أن يُواجه بضغط عربي قوي غير قابل للتأويلات.

أخبار ذات صلة

«اسحب على الجامعة يا عم»!!
حكاية مسجد في حارتنا..!!
شر البلية ما يُضحك
أطفالنا والشاشات
;
الرد على مزاعم إسلام بحيري في برنامجه إسلام حر
السعودية ومرحلة الشراكة لا التبعية
جلسات علمية عن الخلايا الجذعية
الشقة من حق الزوجة
;
المزارات في المدينة المنوَّرة
خطورة المتعاطف المظلم!
خطورة المتعاطف المظلم!
لماذا يحتاج العالم.. دبلوماسية عامة جديدة؟!
أدب الرحلات.. والمؤلفات
;
كيف نقضي على أساليب خداع الجماهير؟!
المتقاعدون والبنوك!!
د. عبدالوهاب عزام.. إسهامات لا تُنسى
فلسفة الحياة.. توازن الثنائيات