دماء زكية برصاصات غادرة

دماء زكية برصاصات غادرة

الدماء الزكية التي سالت في جديدة كانت دفاعًا عن حياض الوطن، وكانت دفاعًا عن أمنه، ودفاعًا عن وحدته، وتصدت لإرهاب يريد أن تعم الفوضى في بلادنا، وأن تلحق بالبلاد المجاورة التي فقد أهلها الأمن، وليس لهؤلاء القتلة أن يشرفوا بحمل صفة الوطنية؛ لأن من يدمر بلاده ويسفك الدماء فَقَدَ شرف المُوَاطَنَة، وصار أسيرًا للوثات سيطرت على فكره. قدم هؤلاء الأبطال أغلى ما يملكون وهو النفس، فداء لوطن حملتهم أرضه، وأظلتهم سماؤه، وورثوا مجده أبًا عن جد، وعَمَر حبه صدورهم، وحسبهم شرفًا أنهم تصدوا لهؤلاء البغاة الذين لو تمكنوا من الدخول لقتلوا المئات، وفجروا المنشآت، وشهادة هؤلاء الأبطال حرمت الإرهابيين من تحقيق أهدافهم، وخدمة من جنَّدهم ضد وطنهم وأهلهم. لم أستطع أن احتمل نظرات أولئك الأطفال الأبرياء وقد يتمهم هؤلاء المجرمون، وحرموهم من حنان الأبوة، وأي قسوة أشد من قسوة قاتل يتّم طفلًا، ويحرمه من عطف والده ورعايته، وأي دين يحمله هؤلاء الذين يقتلون مسلمًا، ويعيثون في الأرض فسادًا. هؤلاء الأبطال الذين كتب الله لهم الشهادة دفاعًا عن ثغور الوطن في الشمال منهم من هو من الشمال الغربي ومنهم من هو من الجنوب وهم يدافعون عن وحدة وطنية لن نعيش أمنًا دائمًا بدونها، فالوحدة الوطنية هي سياج أمننا، والدفاع عنها دفاع عن الأمن الذي نعيشه، وإن ترك لهؤلاء البغاة أن يقوضوا وحدتنا فإننا سندخل فيما دخلت فيه بلاد الفوضى العربية التي تعيش خللًا أمنيًا من أبنائها لم يفعله المستعمر إبان الاستعمار. رصاصات غادرة أزهقت نفوسًا وطنية وقفت حصنًا على الحدود لدرء مخاطر هؤلاء، ولن تستطيع -إن شاء الله- أن تؤثر في الأمن الذي أنعم الله به على بلادنا وسط بقعة حولنا حلت فيها الفوضى واختل فيها الأمن، وندعو الله أن يعيد لهم أمنهم، وأن يرد كيد كل من أراد ببلادنا شرًا. الأمن والوحدة الوطنية مسؤولية كل مواطن، واستشهاد من يدافع عنهما يعزى فيه كل مواطن، والحفاظ على استقرار بلادنا مسؤولية الطالب في مدرسته، والمدرس في فصله، والأب والأم في بيتهما، ويجب أن يربى كل مواطن ومواطنة على أن أمن الوطن خط أحمر، لا يجوز لأي كان تحت أي شعار أن ينال منه، ويجب أن يؤخذ على يد كل غادر يريد أن يعكر صفوه. الوطن أمانة في أعناقنا، وأمنه مسؤولية على رجاله ونسائه وشبابه، ومن قدم نفسه فداء له نال شرف المواطنة وأجر الشهادة، وأدى حق الوطن وحسبه ذلك، ولا بد من تضافر الجهود للقضاء على منابع الإرهاب ومنابته، ومواجهة ذلك بكل الوسائل، فوطن بلا أمن كأنه ليس وطنًا، ومواطن يقبل أن يكون مسخرًا لقتل مواطنيه ضلت به الطرق، فالمواطن جندي لحفظ الأمن، ووطنه هو الأمن والحياة الكريمة. وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق

أخبار ذات صلة

ترند مرحلي.. وخسارة دائمة
شيءٌ من الثقافة المصرية
(قوى) والعمل والتأمينات
زلـــــــــط
;
مليونيرات العالم.. يتسابقون للعمل في المملكة
ماذا يحمل فوز ترمب من مفاجآت؟!
الحذر!!
ملاحم بطولية
;
زيادة مقاعد (القبول)..!
مطلوب اسم لجبل (دكَّا)..!!
فضيلة الغفران
التطور الإعلامي لوزارة الحج والعمرة
;
الترفيه.. والإجازة الصيفية للطلاب
بناتنا.. وجامعة طيبة
دور (التعليم العالي) في التنمية
ثقة السعودي بنفسه