البعد الإعلامي في شخصية الملك سلمان

البعد الإعلامي في شخصية الملك سلمان
مثَّل الحقل الإعلامي محوراً هاماً من اهتمامات الملك سلمان بن عبد العزيز ؛ إذ برز ذلك في تواصله الطبيعي دون الرسمي مع شرائح الإعلاميين ووسائلهم التي آمن إيماناً قاطعاً بأن الإعلام القاسم المُشترك في إبراز الوجه المُشرق للمنجزات متى ما وُجِّه توجيهاً سليماً والعكس صحيح ، ولعل أبرز ملمح في هذا التعاطي الإيجابي هو مناقشته لرؤساء تحرير الصحف والمجلات في القضايا التي يجب أن يتبنوها باعتبارهم موجهين للرأي العام بأكمله ، ولم يقف التواصل عند رئيس التحرير بل تجاوزه إلى الكُتَّاب الذين يطرحون رؤيتهم حول ما يواجه المُجتمع من مُشكلات يكون الكاتب هو المُنفِّس لهم والموصل لمعاناتهم إلى أصحاب القرار عن طريق نافذته اليومية أو الأسبوعية ، الأمر الذي نكتشف معه وجهاً آخر للقائد يستجلي من خلاله متطلبات شعبه ، ويُعزز من خلاله الدور الإيجابي الواجب أن تقوم به وسائل الإعلام . هذا الدور الذي في الغالب ما يكون القادة بمنأى عنه لاعتبارات بروتوكولية كسر حاجزه الملك سلمان ، واقتحمه دون توجس أو خوف من ردود أفعال قد تُحسب ضده كرجل دولة ، بل منح وسائط التواصل الاجتماعي نافذة تجسدت في إنشائه لحساب شخصي في تويتر يجعله يتواصل مع كل الفئات دون حواجز مُضللة ، أو اختزال مُخل في الرسالة المُرسلة ، ويكشف التفاعل مع هذه الوسائط ملمحاً آخر يتمثل في قناعته المُطلقة في حرية الإعلام بشكل عام والإعلام الجديد على وجه التحديد ، في الوقت الذي تجنب التقاطع بقيِّة المسئولين خوفاً من النقد اللاذع للخدمات التي تُقدمها أجهزتهم ، والأميز في هذا التعاطي هي الروح الإيجابية التي ينتهجها في معالجته لما يطرحه الإعلام ؛ إذ لا يتشنج من كاتب عرَّض في وجهة نظره حيال مناقشته لمُشكلة ، أو يلوم وسيلة إعلامية تناولت إحدى القضايا بشكل لا يُحقق الأهداف العليا للوطن ، بل كان الحُلم هو سيد الموقف في توجيهاته لما يُطرح على أجندة وسائل الإعلام . من هذا المنطلق يمكننا القول بأن الملك سلمان - أيده الله - أدرك بفطنته وحنكته الإدارية أن الإعلام أمثل وسيلة لصياغة الوعي المُجتمعي في صورته الحضارية القابلة لقبول الرأي والرأي الآخر ، والذي يؤسس لانتقال كل المتحاربين - فكرياً - إلى متحاورين من أجل تشكيل رؤية تستوعب كل أطياف النسيج الوطني ، وترفض الصوت الواحد الذي أضحى في هذه البيئة الجديدة ' نشازاً ' لا أثر له في الواقع ، بقدر ما توقف عند كونه فقاعة صابون تتلاشى مع أضعف نسمة هواء وكأن شيئاً لم يكن ، وتجلَّت هذه السمة في شخصية الملك في عدم تحجيمه للآراء ، واستغلال نفوذه الرسمي في حجب المواقع أو منع نشر الآراء التي قد لا تتفق مع رؤيته الشخصية ، بل كانت سياسة الإقناع هي وسيلته في الرد على كل رأي يحتاج مناقشته مع طارحه . وتقديراً لهذا البعد في شخصية الملك سلمان قامت اللجنة التنفيذية لهيئة الملتقى الإعلامي العربي بتكريمه ومنحه الجائزة العربية للإبداع الإعلامي عن « الصورة الإيجابية تجاه وسائل الإعلام » والتي يمنحها الملتقى الإعلامي كل عام لشخصية عربية لها إسهاماتها البارزة والمتعددة تجاه مجتمعها والمجتمع العربي بشكل عام ، وهذا أقل ما يُمكن تقديمه لشخصية احترمت دور الإعلام كأداة فاعلة في تطوير المُجتمعات ، وقابلها الإعلام باحترام رأيها حتى مُنحت منه لقب ' صديق الصحفيين والإعلاميين ' .

أخبار ذات صلة

«اسحب على الجامعة يا عم»!!
حكاية مسجد في حارتنا..!!
شر البلية ما يُضحك
أطفالنا والشاشات
;
الرد على مزاعم إسلام بحيري في برنامجه إسلام حر
السعودية ومرحلة الشراكة لا التبعية
جلسات علمية عن الخلايا الجذعية
الشقة من حق الزوجة
;
المزارات في المدينة المنوَّرة
خطورة المتعاطف المظلم!
خطورة المتعاطف المظلم!
لماذا يحتاج العالم.. دبلوماسية عامة جديدة؟!
أدب الرحلات.. والمؤلفات
;
كيف نقضي على أساليب خداع الجماهير؟!
المتقاعدون والبنوك!!
د. عبدالوهاب عزام.. إسهامات لا تُنسى
فلسفة الحياة.. توازن الثنائيات