ساهر .. إنجاز وقصور
تاريخ النشر: 23 يونيو 2010 17:54 KSA
مما نُشر عن نظام ساهر المروري أجمع من نُشرت آراؤهم على شيئين هما: أن النظام ضرورة للحدّ من الحوادث القاتلة، وأن المرور تعجّل في تطبيق النظام قبل التعريف به، فهدفه نبيل، لكن تطبيقه فيه تسرّع، وعدم تعريف به، ويضاف الى ذلك أمر ثالث وهو أن الشوارع لم تجهّز ببيان السرعة المحددة، وإن وجدت لوحات ففي أماكن متباعدة وأحياناً يختلط على الناظر إليها أهي للطريق الرئيسي أم لطريق الخدمة، مع أن الأمر يستدعي أن توجد لوحات ضوئية رقمية معلّقة وبخاصة عند الإشارات ما دامت التقنية المطبقة في ساهر متطورة، واستثني من قلة لوحات السرعة شارع الأمير تركي الأول فقد شاهدته مليئاً باللوحات المكتوبة وبعضها معلّق في أعلى إشارات المرور. لقد نفذ المرور حملة إعلامية بإعلانات بعضها كان مرعباً، لكن ذلك كان لبيان أهمية وجود نظام ساهر وليس تعريفاً بالنظام نفسه، ولذا جاء التطبيق وكأن الهدف هو الغرامات وليس الحماية، وقد صرح مدير مرور الرياض العقيد عبدالرحمن المقبل ان 65% من المخالفات لآسيويين، وهذا يؤكد ضحالة التعريف بالنظام لأن هؤلاء لا يعرفون اللغة العربية، وكان لابد من تعريفهم به باللغات الانجليزية والاندونيسية والاوردية وغيرها ويمكن الاستفادة من تجربة مكاتب توعية الجاليات، فالهدف حفظ النفوس لا الغرامات، لئلا يظهر النظام بأنه نظام غرامة لا حماية. وارجو ان يستدرك المرور خطأه في الرياض وان يملك الشجاعة في الاعتراف، وان يكون قد قرأ ما نُشر بعين الباحث عن الكمال لا المعتدّ برأيه، وينظم حملة توعية اعلامية بكل الوسائل الاعلامية قبل تطبيق النظام في 13 مدينة أخرى، ويكون من ضمن ذلك وسائل تنبّه للخطأ في فترة محدودة وكأن تكون شهراً ثم يبدأ تطبيق العقوبات، وقد طرحت في هذا الصدد آراء جيدة فيما نُشر، ثم تملأ الشوارع الرئيسية والفرعية بلوحات السرعة وتكون ضوئية بجوار إشارة المرور وبخاصة أن تحديد السرعة في الشارع الواحد قد تختلف من مكان لآخر، وعند ذاك سيشعر الناس أن الحفاظ على حياتهم هو الهدف، وأن تعمد الشركات التي وقعت معها العقود بذلك وان تنفذه فليس المراد زرع كراهية بين الجمهور والمرور، بل حماية للأرواح ووضع حدّ للحوادث التي حصدت ارواح الابرياء وصارت حرباً تزهق الارواح.
أما ما نشر من ان الابلاغ عن طريق رسائل (SMS) قانوني او غير قانوني، وان الابلاغ يكون عن طريق البريد، ولكن عدم انتشار البريد يحول دون ذلك، فكل ذلك بحاجة لدراسة من القانونيين، فصناديق البريد اضعاف اشارات المرور متناثرة في الشوارع، فهل هي لا تؤدي الوظيفة؟
** هنيئا لـ (المدينة)
هنيئاً لجريدة (المدينة) بالفوز بجائزة مكة المكرمة للتميّز فهذه الجائزة جائزة تميّز وليست جائزة رسالة اعلامية في الاطار المعروف للتغطيات الصحفية، ومما أكد ذلك حجبها عن التميّز الاقتصادي والثقافي لضعف الاعمال المرشحة مما يدل على ارتفاع معايير التميّز وصرامة اللجنة في تطبيق معايير التميّز.
(المدينة) لم تسع إليها، ولكنها جاءت متهادية الى (المدينة)، والعمل الصحفي المهني هو الذي جاء بالجائزة وهو عمل صحافي متكامل تحريراً وادارة ورأياً وعملاً ميدانياً في خدمة الشأن العام أداء لرسالة الصحافة في ايصال القضية لصاحب القرار. هناك جوائز قد يحيط بها الشك او المجاملة، اما جائزة مكة فقد اكدت مبررات الفوز نزاهتها وبُعدها عن المجاملة، ولذا لـ (المدينة) أن ترفع رأسها في السماء محتفية بهذا الفوز، وهو احتفاء يلقي عليها مسؤولية اكبر في الحفاظ على البقاء في القمة.
هنيئاً لـ (المدينة) تحريراً وادارة وكتّاباً وقراء فالفوز حافز للعطاء، وذلك ما حازته (المدينة)، وستحصل عليه إن شاء الله مستقبلاً.