طوارئ المستشفيات يا وزارة الصحة

طوارئ المستشفيات يا وزارة الصحة
توسّعت محافظة جدّة، وتباعدت أطرافُها، وزاد عدد سكّانها بشكل كبير، حتى وصلوا حسب توقعات إحصاء 1431هـ للعام 1436هـ (4.082.184 نسمة)، تلكم هي الأعداد النظامية، أمّا مجهولة الهوية فتُقدّر بمئات الألوف‼ وأصبحت المدينة تئن من كثرة أعداد البشر في الشوارع، والمستشفيات، ومع كثرة الأمراض أضحت مستشفياتها الحكومية والخاصة لا تستوعب الأعداد الكبيرة من المتردّدين عليها طلبًا للعلاج. لن نناقش في هذا المقال المختصر مشكلات المستشفيات الحكومية، وقلة أعدادها، وكثرة المراجعين لها، وتباعد مواعيدها، وقلة كوادرها الطبية... وغير ذلك الكثير، الذي يؤرِّق بال المواطن، ولكن نودّ أن نُركِّز على طوارئ المستشفيات، وما يعانيه المرضى من مكوث في الممرات لساعات طوال، وهم يعانون من شدة الألم حتى تُقدَّم لهم الخدمة، والتي ربما تكون عاجلة وغير مُرضية، نظرًا لشدّة الزحام الواقع على كوادر وأقسام هذه الطوارئ، وقلة أسرّتها، والتي لا تستوعب الأعداد المتزايدة من المرضى المراجعين لها بشكل يوميّ. لذلك نلاحظ أن هناك قصورًا واضحًا في طوارئ المستشفيات الحكومية، بحيث إن عدد الأسرّة لا تتناسب مع الكثافة السكانية للمحافظة؛ وأعداد الموظفين من كادر صحي وإداري لا يتوافق مع عدد المرضى؛ والاصطدام بالأنظمة القديمة (أحيانًا)، التي لم تُحدّث لتواكب التطوّر الذي تعيشه معظم قطاعات الدولة في النهوض بالرعاية الصحية، وخدمة المرضى بصفة عاجلة لا تحتاج إلى تأخير. فمثلاً: لا يمكن عمل أشعة مقطعية لأي مريض رغم رؤية الطبيب المعالج للحالة إلاَّ بعد أخذ موافقة طبيب الأشعة المناوب؛ عدم توافر غرف كافية للعزل بالضغط السلبي للوقاية من الأمراض المعدية؛ عدم التنسيق بين المستشفيات في تحويل المرضى بسبب نقص التخصصات، أو لعدم وجود أسرّة... إلخ. ورغم أن ميزانية الصحة تأتي بعد ميزانية التعليم من حيث الضخامة، ورغم البذل بسخاء من قِبَل القيادة للوزارات السيادية مثل الصحة التي بلغت ميزانيتها لهذا العام 1436هـ (160 مليار ريال)، وكل ذلك من أجل تقديم رعاية صحية أفضل، وتأهيل الكوادر الطبية، والتخطيط السليم في بناء المستشفيات واستلامها في أوقاتها المحددة، حتى يضمن كل مواطن أن هناك جهات تهتم بصحته، وتُقدِّم له الرعاية التي يحتاجها ودون تأخير، وقد يصبح كل ذلك غير ذات جدوى إن لم يستفد منه المواطن بالدرجة الأولى. كل الشكر والتقدير للعاملين في مستشفيات وزارة الصحة على ما يقدِّمونه من أعمال جليلة تجاه المرضى، رغم القصور الواضح في بعض قطاعاتها، وضعف تجهيزاتها، وكثرة المراجعين، مع استنفاد طاقاتها الاستيعابية نتيجة الكم الهائل من المرضى المتردّدين عليها طلبًا للعلاج، وتأكيدًا على مطالب المواطن المتكررة بالتوسّع في بناء المستشفيات، والاهتمام بطوارئها، وأقسامها، وكوادرها. نسأل الله الصحة والعافية للجميع.

أخبار ذات صلة

قراءة متأنية لرواية «رحلة الدم» لإبراهيم عيسى (3)
لماذا إسبانيا؟!
الموانئ والجاذبية في الاستثمار
احذروا ديوانيَّة الإفتاء!!
;
قصة عملية مياه بيضاء..!!
منتجات المناسبات الوطنية!
القيادة.. ودورها في تمكين المرأة للتنمية الوطنية
الرُهاب الفكري!
;
(1) رجب.. ووهم فجوة الأجيال
علماء ساهموا في بناء الحضارة الإنسانية
في ذكرى اليوم الوطني الرابع والتسعين
رسالة نافذة
;
صهــــرجة
النافذة المكسورة!!
التنمية.. والسياحة
مبادرة سعودية رائدة.. تُعزز القطاع غير الربحي