جازان .. حلم على عتبة التحقق

بتكلفة تقدّر بخمسة وسبعين مليار ريال، عُهد إلى شركة أرامكو السعودية لإنشاء مدينة جازان الاقتصادية، على ساحل البحر الأحمر بالقرب من مدينة بيش في منطقة جازان. وسوف تشمل المرحلة الأولى للمدينة؛ إنشاء البنية التحتية الأساس التي سوف تخدم مدينة صناعية متطورة كبرى. التي سوف تشمل ميناءً تجارياً وصناعياً، ومحطة لتحلية المياه المالحة، ومحطة لتوليد الكهرباء تشغّل بتقانة حديثة للوقود الذي سوف توفره للمحطة مصفاة عملاقة للنفط. وتبلغ طاقة مصفاة النفط تكرير أربع مئة ألف برميل يومياً. ولسوف تعتمد في إنتاجها للمواد النفطية المتعددة على خام العربي الثقيل وخام العربي المتوسط اللذين سيتم نقلهما من المنطقة الشرقية بواسطة ناقلات نفط عملاقة، ليتم تخزين الخامين في مستودعات نفطية ذات طاقة تخزينية ضخمة قدرها سبعة ملايين برميل. لقد سعدت بحضور منتدى جازان الاقتصادي الهام، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، فأتيحت لي ولكثير من الاقتصاديين والمستثمرين السعوديين والأجانب، الذين فاق عددهم خمس مئة شخصية، لنرى جزءاً مذهلاً لمستقبل هذه المنطقة العزيزة من وطننا الحبيب. ولم يقتصر ما رأيناه واستمعنا إليه وناقشناه على ما ذكرته فيما سبق من المشروعات الكبيرة فقط، بل إن منطقة جازان هي منطقة واعدة، وذات إمكانات استثمارية كبيرة أخرى في المجالات السياحية: في المرتفعات الجبلية، والجزر البحرية، وطرق التجارة القديمة، وكذلك إمكانات أخرى في المجالات الزراعية، والتعدين، والصناعات الثقيلة، والصناعات الخفيفة، بالإضافة إلى التطوير العمراني، والتوظيف والتدريب. وتجدر الإشارة إلى ما ذكره مندوب البنك الدولي في عرضه المرئي بأن أحد مقومات مدينة جازان الاقتصادية هو موقعها المتميز قريباً من قارة إفريقيا ما يجعلها مركزاً تجارياً وصناعياً هاماً بين قارة آسيا وقارة إفريقيا اللتين لوحظ ارتفاع مستويات التجارة البينية بينهما في السنوات الأخيرة. إن مستقبلاً واعداً ينتظر منطقة جازان، بإذن الله، يقود تحقيقه ومتابعته بفاعلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز. وتقوم بتنفيذه شركة أرامكو السعودية ذات الصدقية الكبيرة والنجاحات المتعددة، والتي حظيت بثقة المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فوجّه بتكليفها بالقيام بهذه المهمة الاستثنائية الكبيرة.