حكاية الشيخ المغامسي والبنك!
تاريخ النشر: 20 مارس 2015 23:54 KSA
في تفاصيل محاضرته (الإسلام والتعايش) ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2015م، -وبعد تَرَدّد- سَرَدَ (الشيخ صالح بن عواد المغامسي) حكاية كان هو بطلها!
فقبل أيام من تلك المحاضرة كانَ في زيارة لأحد البنوك لتجديد بطاقته المصرفية؛ ولأنّ مديرَ البنك الذي يستقبله (عادة) في مكتبه كان غائبًا، قَادَه حارسُ الأمن الذي تَعَرّف عليه إلى (صالة كبار العملاء، وفيها طبعًا يتِم تداول الأسهم)!
يقول (الشيخ المغامسي): كانت القاعة خالية من روّادها، حيث جلسَ معي الموظف المختص، ولكن بعد دقائق جاء مجموعة من (هَوامير المال) الذين بلا شَكَ قد عرفوني، ولكن لستُ أدري ما الظنون التي حملوها عَنّي بعد رؤيتهم لي في ذلك المكان وفي حضرة المال!!
يُضِيفُ (المغامسي): خَرجتُ من البنك، وأنا أُكَرّر استغفاري لرَبِّي عن اتهامات وأحكام ربما أَصدرتُهَا على الناس منذ كان عمري سبع سنوات وحتى الآن؛ لمجرد موقف أو مشهد!!
إمام مسجد قباء (الشيخ صالح المغامسي) سَاقَ تلك الحكاية استشهادًا لما أكده من أهمية مراجعة كُتُب التُّراث التي قد تكونُ نصوصها وأحداثها ظَلمَتْ (رِجَالًا) دون ذنب اقترفوه؛ ولأن التاريخ -كما أشَار- عادة يكتبه الأقوى!!
تلك الحكاية واللفتة الدعوية التربوية من (الشيخ صالح) أرى أننا اليوم بحاجة لها، ولاسيما مع انتشار الشائعات التي تُرَوّج لها مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي الحديثة، ومعها ظهرت طائفةٌ تُمَارسُ تصنيف عباد الله وتخوينهم، وتحكم على ظاهرهم!
فهذه دعوة من القَلب أن نُقَدّم حُسْن الظنّ في تعاملنا مع الآخرين، وأن لا نحكم عليهم بناءً على ما نسمعه عنهم، أو خضوعًا لمواقف عابرة رأَيْناهُم فيها، لا نَعْرِفُ أبعادها أو ظروفها.
أرجوكم.. فضلًا.. تعالوا نلتمس الأعذار لبعضنا، فما يَسْكُنُ القلوب لا يعلمه إلا الله تعالى.