ميكانيكيات الفكر الإرهابي
إن لفك الإرتباط الاخلاقي للقيام بالأعمال الإرهابية ميكانيكيات كما يقول Albert Bandura في Mechanisms of Moral Disengagement وعلى أولئك الذين يعملون جاهدين على القضاء على الإرهاب النظر فيها. من أولى ميكانيكيات الإرهاب هي التبرير الأخلاقي للعنف، ويكون ذلك بكبت الضمير البشري وإلغاء آليات النقد فيه عبر تكرار الخطأ. ومن الممكن على الحملات الإرهابية أن تزيد إذا ما كان الرد عليها عنيفًا، بحيث يزيد تبلّد الضمير في مقترفي الإرهاب فيستحلون دماء الناس لأجل أهدافهم. وعلى الدول الحذر من الإنزلاق نحو العنف الذي قد يدعو إليه الأبرياء من جراء الخوف، فمن تكتيكات الإرهاب نشر الذعر، فان إحتمالية الموت في حادث سيارة أكبر منه من إحتمالية الموت على يد إرهابي، ومع ذلك يخشى الناس الإرهاب ويدعون نحو التعامل معه أكثر من دعوتهم الى الاهتمام بإخفاقات جهاز المرور، ويزيد من الرعب أن ليس للبرئ طريقة لتجنب الإرهاب الذي لا يفرق بين الناس، فالجميع مستهدف. ويساعد على تبلّد الضمير الإنساني استعمال المجرمين للغة رمزية تتعامل مع حقيقة الجريمة بلطف. ويقوم مشجعو الإرهاب بإلهاب العواطف عبر الحديث عن أخطاء النظام وأحيانًا بالتجني عليه، كما يجرّدون أهدافهم البشرية التي يقتلون من الإنسانية، ومن أساليبهم نقل الذنب للضحايا فهم السبب في ما يجري لهم، ويسهل على الإرهابيين عملهم في الدول المركزية التي لا يسمح فيها بالرأي المعارض. وعلى المجتمعات كما ينصح الكاتب أن تصنع المحبة والوفاق المجتمعي ليصعب على الإرهابيين عملهم. وأرى برأيي أن نشر المحبة والحرية والتعددية الفكرية موجودة في الإسلام وينبغي العمل بها، وقد يقلل هذا من مقدرة صناع الموت على إجتذاذ الضمير البشري، ففور السماح بالنقاش سيتقهقر الفكر الإجرامي أمام الإسلام الحقيقي ونظرته الى الغير، وسيصعب استعمال اللغة للتمويه إذا كان الأمر تحت أعين الجميع مجردًا من خفيّات الظلام.