الأمّة السعودية.. بيت العرب والمسلمين
* كلّ مرّة تبرهن الوقائع الحيّة عن مدى عمق العلاقة القائمة ما بين الشّعب السعودي وحكومته الرّشيدة. * وفي كلّ مرّة، تتكسّر رماح بعض القوى الإقليميّة، أمام أحصنة الشّعب السعودي وحكومته. * وفي كلّ مرّة تتبدّى للقريب والبعيد مدى عمق التّلاحم ما بين الشّعب والقيادة في وجه كلّ من يريد المساس بأمن هذه البلاد الطّاهرة. * لقد أثبت التّأريخ بقرائنه ووقائعه أنّ الأمة السعودية من جنوبها إلى شمالها، ومن شرقها إلى غربها لحمة واحدة، تتحرّك فيها مفاصل الولاء، وتشرئبّ فيها نياشين الانتماء. * إنّ يوم الحزم .. وساعة الحزم مع «عاصفة الحزم» منذ ساعاتها الأولى قد أعطت للعالم جميعًا دون استثناء درسًا عمليًّا، تثبته البراهين والأدلة، أنّ الأمّة السعودية بقيادتها الرشيدة، لا تقبل، أبدًا لغة المزايدة والقول الهلامي خاصة في تلك القضايا المتصلة بالأمة العربيّة والإسلاميّة. * إنّ ساعة الحزم بـ»عاصفة الحزم» شكّلت منعطفًا تأريخيًّا للسياسة السعودية في القرن الواحد والعشرين، فمن لغة الحوار الهادئ، إلى سياسة اليد الناعمة، وليس انتهاء بالضّربات العسكريّة الموجعة، فكلّ شيء، قد يتحوّل مع المعطيات التأريخية والسياسة من النعومة المعهودة إلى القسوة المطلوبة، إنّها لغة الحليم إذا غضب خاصّة، إذا تبارت أيادي السّفهاء، أو تطاولت -من جهة- على كلّ ما يمسّ أمن هذه البلاد المباركة، أو يمسّ - من جهة ثانية - تلك القضايا المصيرية للأمة العربيّة والإسلاميّة. * لقد كانت سياسة السعودية قائمة، على امتداد تأريخها يدًا ناعمة، تحتوي القريب والبعيد، الصّديق والعدو، لا تعرف المجافاة ولا ترتهن للمغالاة، حتى استحالت أذرعها ممدودة للجميع، وأياديها مبسوطة بالاحتواء، فأصبحت بحقّ، بيت العرب والمسلمين... فمنها منطلق الوحي وتباشير الخير، ومن ترابها المبارك كان مبعث الرسالة المحمديّة هدى للنّاس، أكرمها الله وشرفها ببيته المقدّس، حتى اعتمرت بالإيمان وتدثّرت بالحق، فتهاوت إليها أفئدة المحبين، وأسقطت من جانبها كلّ عوائق السياسة. * لقد تحمّلت السعودية، وهذا حقُّ ينبغي الاقرار به، على امتداد تأريخها عبء ما يقترفه السّفهاء من أولي الهوى، والمطففين من أولاء المجترئين كلّ ذلك... فمن قضايا الأمّة العربية إلى قضايا الأمة الإسلاميّة، دون أن تشعر أحدًا بمنّة أو فضل، أو تشتكي من جور المنكرين والمجحفين، فأثبت التّأريخ أنّ الأمة السعودية هي، دون غيرها، بيت العرب المسلمين. * لقد تحمّلت السعودية، وهذا حقٌ يجب الاعتراف به، على امتداد تأريخها ما ينوء بحمله «عصبة دول»، ممّن تتبارى بنواعق الإعلام، وأصوات الخواء، والسعودية وحدها، هي الصّوت الهامس واليد الحانية، تتقاسم الهم، تنجز القول، وتبرهن بالفعل دون أن نسمع ذلك الضّجيج الذي يذهب في الخواء كما يذهب الزّبد، ويرتدّ بلا فائدة مرجوة أو عمل مستطاب... فأمّا الزّبد فيذهب جفاء وأمّا ما ينفع النّاس فيمكث في الأرض...!!