ابن بيئته.. استثمار أو دمار؟!

ابن بيئته.. استثمار أو دمار؟!
ما للناس إلا الظاهر.. فعلاً أما بواطن الأمور فعلمها عند الله وحده. غالبًا ما نرجع مسلك المرء أيًا كان نوعه إلى التربية والبيئة وإن جنح سلوكه ولم يعتدل فنقول: إن هذا الإنسان مهما حاولت تعدله فهو ابن بيئته. في تعاملات المرء العامة والخاصة، هل نُعوِّل استواءها أو ميلها عن الحق والصواب على التربية أم على البيئة!؟ وأيهما نتهم وأيهما نبرئ!؟، أم أن كلاهما يفضي إلى الآخر!؟ مرصدي اليوم يسلط الضوء على قضية عشت أحداثها مع صاحبتها.. فهي فتاة لا ذنب لها سوى أنها وبعد وفاة والدها تزوجت والدتها وهي طفلة صغيرة لم تتجاوز العامين من عمرها، وعندما أتمّت الثامنة عشرة تزوجها ابن زوج أمها وبنى لها قصورًا من الأحلام والأوهام والخرافات!! فأخذها معه لإكمال دراسته في أمريكا، إلا أن الأمور هناك تبدّلت، والأحلام تبخرت، والوعود نكثت، والرجل الذي تزوجته في السعودية ليس هو نفسه الرجل الذي تعيش معه هنا في أمريكا.. بدأت خيوط اللعبة تتكشف أمام عينيها وأدركت أن ثمة أمرًا ما يُنفّذ ضدها، وقد بدأ التخطيط له منذ أعوام وأعوام، حتى تشرّبه الرجل انتقامًا منه لوالدته!!. هناك.. حيث الغربة والوحدة وامرأة ضعيفة لا حول لها ولا قوة!!. لم يكتف بحبسها في الشقة لأيام وأسابيع، ولكم أن تتخيلوا ما شئتم من أشكال وأنواع الاضطهاد الإنساني الذي مورس على روح هذه الإنسانة. بل استمرأت نفسه نشوة الانتصار، وأمعن في التنكيل بها، ثم أكمل مخططه هنا في السعودية فأتلف جميع مستنداتها الثبوتية وشهاداتها، وأخذ منها ابنتها التي تبلغ من العمر عامًا ونصف العام إلى بيت والدته. لمن تذهب ولمن تشكو وأين تذهب!؟ وهو واقف لها بالمرصاد، فقام برفع قضايا ضدها وضد ذويها الذين هبّوا لنجدتها.. متهمًا إياها بالنشوز وموقفًا أعمالهم وتعاملاتهم الحكومية كي لا يمكنهم من استكمال أوراقها الثبوتية، لتتمكن بعدها من التقدم للمحكمة وطلب الطلاق منه. عمدت حينها إلى التقصي عن سيرة هذا الرجل أو هذا الإنسان إن كان إنسانًا أو رجلاً راشدًا، فكانت الصدمة أني أمام سيرة إنسان ذائع صيته هنا وهناك، ومشهود له بالمثالية وناجح بكل المقاييس مهنيًا!!. تبقى الحيرة كامنة في السر وراء سلوكه واختلال توازنه النفسي ذاك. وتبقى الحيرة ماثلة أمامي كي لا يتمادى أكثر.. من يردع إنسان أوغر الحقد صدره طوال تلك السنوات!؟. وتبقى الحيرة.. كيف أمكنه إخفاء حقيقة الانفصام الإنساني ذاك، في مقابل أنه بلغ كل تلك المكانة المرموقة في عمله وبين أناسه!؟ ألم يلحظ المقربون منه.. مدراؤه وزملاؤه أن هناك خللاً ما في تركيبته النفسيه!؟. أم أنه من ذاك النوع سواءً شرّق أو غرّب أو بلغ أعلى المراتب علمًا ومكانة وصيتًا.. ما هو إلا ابن بيئته.. حيث إن «التربية والقدوة» إما أنها استثمار أو دمار.

أخبار ذات صلة

جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
الإنسان النصف!!
;
من طوكيو إلى واشنطن بدون طيار!!
التعليم أهم رسالة.. والمعلم أهم مهنة
كوني قوية فلستِ وحدكِ
شهامة سعودية.. ووفاء يمني
;
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
هل يفي ترامب بوعوده؟
;
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!