توطين التشهير
تاريخ النشر: 13 أبريل 2015 02:23 KSA
ما أطلق عليه الربيع العربي فشل بكل شعاراته، ولكنه دشن دخول منطقتنا عصر سطوة الوسائط الاجتماعية التي بقدر ما ربطت بقدر ما جسدت المثل القائل «تمخض الجمل فولد فأرًا» ومن ثمارها تتوشح المنطقة بالدماء والعنف والقتل ولكن التأثير ماضٍ بقوة يشكل تفكير الشباب تجاه قضايا اقتصادية وتجاه النظرة نحو الغير.
المملكه أكبر مستخدم لوسائط التواصل الاجتماعي وخاصة (تغريدات) التويتر، وهذا يعني أن استغلال بعض مسؤولي القطاع العام للتوتير سيف ذو حدين فهو وسيلة للتواصل مع الرأي العام ونقل منجزات الجهة التي يمثلونها، ومن جهة بعض التغريدات تغذي مشاعر الكراهية لأنها تشهر بالتجار وبمنشآت اقتصادية مكملة للاقتصاد الوطني، وبالمثال يتضح المقال فعندما أغلقت بعض المطاعم غلب على تغريدات الجمهور تهم تم (تغريدها) من حسابات بعض مسؤولي القطاع العام ونضحت التوتير بالنقد ودمغ كل تاجر، ومضى في درب المغردين متابعون وجرائد وصحف وصار لصدى التهمة تلويح بأنظمة عقابية وكأن أي (تغريدة) أداة إثبات تسمح بالتشهير بكل تاجر وأنه صار متهمًا وليس بريئًا حتى تثبت إدانته. هذا تعميم يُفارق الصواب مثلما يفارق قاعدة بديهية، بأن التجار ليسوا سواسية لا من حيث الذمة المالية ولا من حيث الممارسات بل إن بعض رجال الأعمال يمتلكون منشآت تمارس التجارة لأكثر من مائة سنة وليس في سجلها ما يُسيء. فكيف إذن ننشر ونستخدم ما يؤجج كراهية متوهمة بين أفراد مجتمع واحد أغلبه على يقين من واقع رجال الأعمال من حيث الالتزام بوصايا المعلم الأول عليه أفضل الصلاة والسلام، فكثيرون لا يطففون ولا ينقصون المكيال وينفقون بالليل والنهار سرًا وعلانية.
جلب مصفقين ومشجعين للتغريدات مشروع ولكن ينبغي ألا يكون على حساب التاجر أو أي منشأة تخدم الاقتصاد، التاجر يلعب دورًا اقتصاديًا ينوع في المنتجات ويستوعب الأيدي العاملة ويُسهم إيجابيًا في الحد من معدل البطالة. فكيف يستقيم أن نشحن عقول الشباب بكراهيته ثم نطلب إليهم الانضمام لمنشأته؟ فمن يُعبأ ضدك يضعف ولاؤه وإنتاجيته ويقعد باستمرارية المنشأة. لهذا توظيف الوسائط ضد رجال الأعمال لا يخدم إلا هدف من يريد إلحاق الأذى بالنمو الاقتصادي أو من يرغب مساواة المخالف بالنزيه فضلًا عن خلق بيئة غير جاذبة للاستثمارات الوطنية ناهيك عن الأجنبية التي نغريها بالدخول بينما آخرون ينفرون المستثمر المحلي ودفعه للبحث عن بيئة أفضل.