«سيف» الدولة و«خنجر» الضاحية!
تاريخ النشر: 13 أبريل 2015 02:23 KSA
(1)
بين طلال مداح وحسن نصرالله لثغة حلوة: تكاد أن تلغي حرف «الراء» أو تحوّله إلى حرف آخر.
طلال مداح يكاد أن ينطق الحرب: الحب..
حسن نصرالله يكاد أن يجعل الحريّة: الحيّة... الرقطاء!
(2)
حسن نصر الله - بلثغته - وخطاباته الكثيرة استطاع أن يجمع الجمهور حوله..
غالبية الجمهور - في كل مكان - تعشق الثرثرة والخطابات العنترية الرنّانة، وتستمع جيدًا لمن يمتلك المايكرفون.. خاصة إذا كان يُجيد الصراخ.. والزبد - الثوري الممانع - يتطاير من فمه!
مصيبة كبرى إذا كان ما يزال هنالك جمهور يتحلّق حول التلفزيون ليستمع لخطاب حسن نصرالله..
المصيبة أكبر وأعظم إذا كان بين هذا الجمهور من لا يزال يصدقها ويقتنع بها!
(3)
حسن نصر الله يتحدث بلغة عربية فصيحة..
لا يمكنك إعرابها إلا بالعودة لكتاب النحو الفارسي!
(4)
الشيخ صبحي الطفيلي (رجل دين شيعي لبناني) أيد الثورة السورية وأعلن أن من يقتل من حزب الله في سوريا فهو في جهنم. حسن نصرالله يرى أنهم شهداء.. ووعدهم بالجنة!
حسن نصر الله مقاوم وممانع ومجاهد بشكل عجيب ومدهش:
- في العراق يقاتل أنصاره جنبًا إلى جنب مع الأمريكان.
- في سوريا الأمريكان يغضون الطرف عنه.
- في الضاحية يرفع شعار: الموت لأمريكا!
هو بالضبط يشبه ربيبته إيران:
تفاوض أمريكا في جنيف، وتقاتل بجانبها في العراق، وفي طهران ترفع لافتة ضخمة تسميها: الشيطان الأكبر!
والأتباع - في كل مكان - يتابعون المشاهد الثلاثة المتناقضة.. ويصدقونها!
(5)
حسن نصرالله باسمه واصله وفصله وملامحه: عربي..
ولكن، قلبه: تفرسن.. حتى آخر قطرة.
ينحني في قم ليُقبل يدًا فارسية، وينفذ الأجندة الفارسية..
وينحني في الشام ليذبح العربي.
سيأتي اليوم الذي يغيب فيه حسن نصرالله من المشهد، وستتغيّر الأحداث... ما الذي سيقوله التاريخ عن هذا العربي اللبناني الذي اختار أن يحمل البندقية الإيرانية ويصوبها نحن صدور بني عمومته العرب؟
هل سيقول عنه ما قاله عن سيف الدولة الحمداني (الشيعي العربي) الذي عاش عمره يرد الغزاة الروم عن الأرض العربية؟... هل سيتغنى به مثلما فعل المتنبي مع سيف الدولة؟
هل يستوي من رد الروم بسيفه بمن فتح الباب للروم والفرس معًا؟!
التاريخ أنحنى باحترام، وقال - وسيقول الكثير - عن سيف الدولة، وتغنى به على لسان المتنبي:
أنتَ طُولَ الحَيَاةِ للرّومِ غازٍ
فَمَتى الوَعْدُ أن يكونَ القُفولُ
وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ
فَعَلَى أيّ جَانِبَيْكَ تَمِيلُ
قَعَدَ النّاسُ كُلُّهُمْ عَنْ مَساعيك
وَقامتْ بها القَنَا وَالنُّصُولُ
ما الذي عِنْدَهُ تُدارُ المَنَايَا
كالّذي عِندَهُ تُدارُ الشَّمولُ
هذا ما قاله التاريخ عن (سيف الدولة).. أما (خنجر الضاحية) فالتاريخ لن يهدر الكثير من حبره، وسيكتفي بكلمة واحدة تكتب بجانب اسمه: خائن!