بين التجديد والعته

بين التجديد والعته
بعد ما أُسْمِيَ الربيع العربي، تَجدَّد فكر مشبوه كان له وجود يعشعش في أذهان قلة ممن لديهم عداء لا لتراث علماء الدين، وإنما العداء في أصله للدين، فهم يميلون لهوى أنفسهم، ويرون في الدين قيدًا على أهوائهم فيثورون عليه، ويجدون في تراث أعدائه من أهل الضلال ومن المستشرقين المحاولين تشويه صورة الإسلام، والذين فشلوا في ذلك رغم ما لديهم من القدرات المادية والمعنوية، فكيف بهؤلاء، الذين هم خلو عن أي قدرات ومقدرات، لا علم يمتلكون، ولا ذكاء لهم يفرقون به بين الصواب والخطأ، يذهبون إلى عيب ما لا يعاب ويغفلون عن عيوب انغمسوا فيها إلى الأذقان. وها هو آخر هؤلاء يدعو إلى إعدام التراث كله، لأن الدين في نظره ليس علمًا، وعلومه كلها يرفضها، ويشتم علماءها على مر العصور، ويلصق بهم كل نقيصة ويود لو كانوا أحياء لقتلهم شر قتلة فقطع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ ثم قتلهم، وكل ما علموه باطل وهو وحده العالم، لذا يقرر بكل فظاظة حرق تراثهم ودفنه، هذا هو إسلام البحيري، الذي له اليوم أتباع في التويتر ووسائل الاتصال الاجتماعي، وجلهم جبناء يتكلمون من وراء أسماء مستعارة، ولا يجرؤ أحد منهم على أن يتحدث باسمه الحقيقي، ومن تحدث باسمه هو مجهول لا قيمة لرأيه. وكان مساء السبت 29/6/1436هـ موعدًا مع العته، سمعنا من على شاشة قناة CBC ما تفوه به هذا المعتوه، في حلقة استمرت حتى طلوع الفجر، قاء فيها كل ما في صدره من غل للإسلام وعلمائه وأهله، ومن حقد لبلد حفظ للإسلام تراثه بعد أن حاول المغول والتتار والصليبيون إعدامه، ونقله إلى الأمة مشرقًا وضاء، مصر الغالية وأزهرها الشريف وعلمائه الكبار على مر الليالي والأيام، وسيبقى هذا البلد -بإذن الله- حصنًا للإسلام وأهله، ودرءًا لهم ضد أي عدوان أو بغي ولو كان من تافه مثله. هذا المعتوه لم يستبق في ضمائر العقلاء له رصيدًا يمكنهم به أن يدافعوا عنه فقد ضج عقلاء المؤمنين في أرض الإسلام كلها من عدوانه القبيح على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والعلوم الإسلامية كافة، فهو لا يرى علمًا ولا يعترف بعلومه المتعددة، التي شاد بنيانها أصول من الكتاب والسنة وجهد علماء صالحين عبر العصور. هو يدعو إلى حرق كل ذلك ودفنه واستبداله بما هذي به من جهل لا حدود له وسماه بحوثًا، وهو لا علم له لا بدين ولا لغة ولا بواقع معاش، يعيش في وهم يشجعه عليه أعداء الدين من كل ملة، فيحمل معوله يريد الهدم فيضعف عقله ويده على أن يفعل، وإنما يجلب لنفسه سوء السمعة وغضب الله الذي يصب على كل كاره للدين والمنهج القويم. ويتبعه من الخلق أراذلهم يدعون أنهم تنويريون وهم ظلاميون بامتياز كأنى بهم وراءه يجمعون كتب تراث الدين من كل مكان ويشعلون النار فيه أو يحفرون بمعاولهم حفرًا ليدفنوه فيها ويغيبوه عن الأنظار، وهيهات له ولهم أن يفعلوا هذا، سيذهبون إلى مزبلة التاريخ ويبقى تراث هذه الأمة ودينها باقيًا، لأنها تحرسه من كل صاحب هوى ضال تائه لم يعرف الطريق إلى الله. حقيقة لما استمعت إلى الرجل ثم لما استمعت إلى أنصاره علمت يقينًا أنهم هالكون، فقد هلك أمثالهم الكثير من الناس لأنهم أخطأوا الطريق، فلا يمكن لأحد يعادي الدين وعلماءه وأهله وينجو. اللهم احفظ دينك من كل جاهل معتوه، ورد كيده في نحره، واجعلنا حماة لدينك وتراث علمائه، إنك سميع مجيب.

أخبار ذات صلة

«اسحب على الجامعة يا عم»!!
حكاية مسجد في حارتنا..!!
شر البلية ما يُضحك
أطفالنا والشاشات
;
الرد على مزاعم إسلام بحيري في برنامجه إسلام حر
السعودية ومرحلة الشراكة لا التبعية
جلسات علمية عن الخلايا الجذعية
الشقة من حق الزوجة
;
المزارات في المدينة المنوَّرة
خطورة المتعاطف المظلم!
خطورة المتعاطف المظلم!
لماذا يحتاج العالم.. دبلوماسية عامة جديدة؟!
أدب الرحلات.. والمؤلفات
;
كيف نقضي على أساليب خداع الجماهير؟!
المتقاعدون والبنوك!!
د. عبدالوهاب عزام.. إسهامات لا تُنسى
فلسفة الحياة.. توازن الثنائيات