أهمية كسب معركة اليمن للعالم الإسلامي
تاريخ النشر: 27 أبريل 2015 01:36 KSA
لم تكن المملكة ولا أحد من دول مجلس التعاون الخليجي يريد الدخول في نزاع مسلح على أرض اليمن إلا أن التمرد الحوثي استدعى ذلك التدخل الذي اضطر الحكومة الشرعية للاستنجاد بجيرانها. ولأن ايران التي تريد تحقيق اختراق أمني من جنوب الجزيرة العربية تمادت في مخططاتها لكي تُحِكم حلقة سيطرتها على العالم العربي بعد أن عَبثت بالعراق وسوريا ولبنان. وعاصفة الحزم ليست طائفية ولا هي ضد شعب اليمن الشقيق ولكنها من أجل اليمن بكل مكوناته لكي يبقى كياناً موحداً ووحدته الوطنية في ظل شرعيته التي اختارها الشعب من خلال صندوق الاقتراع يحترم الجوار بعيداً عن الانقلابات والتحيز والطائفية. وفي الوقت الذي قامت عاصفة الحزم تلبية لنجدة اليمن فهي أيضا تلبي متطلبات المصلحة الوطنية للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي التي شاركت في التحالف.
ثم إن هناك بعداً آخر لا يقل أهمية وهو ارسال رسالة واضحة مفادها أن ايران تقوم وعملاؤها بدور تخريبي في كل الدول الاسلامية بحجة الدعوة والترويج للمذهب الشيعي وهذه دعوة حق يراد بها باطل لأن كل مسلم أينما كان يحترم ويجل آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام، والمرفوض هو استخدام ذلك كمنصة لتحقيق أطماع ومقاصد سياسية كما يفعل النظام الايراني وأعوانه في لبنان والعراق وسوريا وعاصفة الحزم حرمتهم من ذلك في اليمن. ومثلما بدأت العاصفة فجأة تم إيقافها فجأة أيضا والمفترض أن تدرك الاطراف المناوئة لسياسة الحزم بأن هناك مرحلة جديدة تركز على المصالح الوطنية لدول المجلس وأن القوة العسكرية التي استثمرت فيها المملكة الشيء الكثير قادرة على التصدي وحماية حدودها ومصالحها الوطنية . كما ان عاصفة الحزم بمثابة جرس إنذار لكل من لديه أطماع في المنطقة بأن دول الخليج - متحدة - قادرة على أخذ مبادرات جريئة وحاسمة عندما تستدعي الضرورة ذلك.
وإيقاف الحرب وبداية إعادة الأمل يعطي فرصة للشعب اليمني والاستفادة من حسن النوايا لدى دول الجوار ورفض التطرف بكل أشكاله لأن حالة الفوضى والتمزق التي يمر بها الشعب اليمني لن تؤدي إلا الى مزيد من الفقر والحرمان ولان واقعية المصلحة الوطنية للشعب اليمني ككل من شروطها الأساسية الأمن والاستقرار وإبعاد السلاح عن الشارع والعودة لاستثمار استعداد دول الخليج لدعم التنمية المستدامة ، وإمكانيات اليمن الطبيعية لإسعاد شعبه .. ليس من خلال التبعية لإيران وحسن نصر الله وأمثالهم من دعاة الفتن وتمزيق وحدة الشعوب والعبث بالأمن والاستقرار .
وفي الختام لا بد من التأكيد على ان كسب معركة اليمن يحقق مصالح وطنية عليا لليمن ولدول الجوار والأمتين العربية والإسلامية.