د. عبدالله دحلان.. أيام لا ككل الأيام (3)

د. عبدالله دحلان.. أيام لا ككل الأيام (3)
وبدأت مرحلة التحدي والبناء التي كان يحلم بها الصديق عبدالله دحلان, سيما عندما عُيّن محاضراً بكلية الاقتصاد والإدارة وأعير للغرفة التجارية, ذهبت معه لمبنى الغرفة الكائن بشارع الميناء وكان مبنى قديماً يتكون من 6 أو 7 أدوار, وموظفو الغرفة لايتجاوزون العشرة, تشاءمت لحظتها وطلبت من صديقي العودة بنا للجامعة لإكمال الدكتوراه, أجابني إذا لم أنجز ما رسمت له عندها سأعود للكلية. وبعد عدة شهور قرأت في صحيفة المدينة خبراً عن الغرفة التجارية يتضمن إنشاء مركز المعلومات, ومركز الأبحاث, والمكتبة الاقتصادية, ومركز التدريب, وجارٍ العمل على إدخال الحاسب الآلي,وأضحى المبنى لا يتسع لتطورات الغرفة السريعة, اتصلت بالصديق عبدالله لأعرب له عن إعجابي بهذا الإنجاز السريع والمذهل, وأهنئه به فعزمني على العشاء, وأشيع بين العامة وقتها خبر بأن الأمين العام للغرفة عبدالله دحلان اشترى للغرفة أرضاً لا تستحق نصف قيمتها, وكان المبلغ الذي أشيع 1500ريال للمتر, وموقع الأرض هو «بحر الطين». صارحت صديقي أثناء تواجدي بداره وقلت له يقال في أمثالنا الشعبية: «إذا سرقت فاسرق جمل, وإذا عشقت فاعشق قمر», أدرك ما أعني فضحك وقال لا تصدق عن صاحبك ما يشاع؛ فالأرض اختارها الشيخ إسماعيل أبو داود, واشتراها الأستاذ عبدالرؤوف أبو زنادة والمبلغ ليس بـ 1500 ريال بل 350 ريالاً للمتر, وتم شراء أرض شمالها بمبلغ 1000 ريال للمتر (سعر المتر الآن تجاوز 16000ألف ريال), لا تسمع يا رفيقي للمغرضين والمنظرين, سنبني مبنى للغرفة ويصبح معلما من معالم جدة المعمارية عما قريب -إن شاء الله- وفعلا تم البناء ودعيت للافتتاح. في تلك الحقبة كثرت حرائق المستودعات والتي كانت منتشرة بوسط المدينة مما أخاف السكان وأضر بالتجار, وتم البحث عن أراضٍ للمستودعات, تمكن عبدالله دحلان وبدعم من الشيخ أبو داود رحمه الله من الحصول على أرض من ملاك المؤسسة العامة للموانئ بعد إقناع رئيسها د.فايز بدر رحمه الله بالمشروع بمساحة مليوني متر مربع بإيجار سنوي وقدره 500 ألف ريال, ناهيك عن اعتماد مبلغ مئة وعشرين مليون ريال من وزارة المالية وبأمر من الملك فهد رحمه الله لأمانة جدة لإيصال الطرق والإنارة للمستودعات, واستفادت الأمانة من المبلغ فتمت سفلتة وإنارة طرق المستودعات, واكتملت الخدمات الأخرى, وتم سفلتة طريق الكورنيش الجنوبي وإنارته, ولم يكتفِ صديقنا عبدالله بكل هذه الإنجازات وإنما تم شراء أرض المعارض بطريق المدينة من الفائض المالي للغرفة وأتمّ بناءها. هذه الإنجازات والنقلة النوعية التي أحدثها الصديق عبدالله دحلان للغرفة التجارية وبدعم من شاه بندر التجار رحمه الله, أضحت من معالم المدينة, وسطرت بحروف من ذهب في سجل إنجازاته, وما تسمية إحدى القاعات باسمه بإدارات المعارض إلا مؤشر على تكريمه.

أخبار ذات صلة

قراءة متأنية لرواية «رحلة الدم» لإبراهيم عيسى (3)
لماذا إسبانيا؟!
الموانئ والجاذبية في الاستثمار
احذروا ديوانيَّة الإفتاء!!
;
قصة عملية مياه بيضاء..!!
منتجات المناسبات الوطنية!
القيادة.. ودورها في تمكين المرأة للتنمية الوطنية
الرُهاب الفكري!
;
(1) رجب.. ووهم فجوة الأجيال
علماء ساهموا في بناء الحضارة الإنسانية
في ذكرى اليوم الوطني الرابع والتسعين
رسالة نافذة
;
صهــــرجة
النافذة المكسورة!!
التنمية.. والسياحة
مبادرة سعودية رائدة.. تُعزز القطاع غير الربحي