سرير يا «عبدالبصير»!

«يد تساعدك على النهوض من كبوتك، أصدق من ألف يد تصافحك عند الوصول إلى غايتك». في أخبار متواترة صادرة عن وزارة الصحة تحمل في طياتها جرعة أمل وطاقة فرح حتى إن منصات التواصل الاجتماعي تداولتها على نطاق واسع مؤداها أن وزارة الصحة بصدد الطلب من جهات وقطاعات العمل الحكومي كافة بالشروع في وضع إستراتيجية للتأمين الطبي على منسوبيها بالإضافة إلى كل من المؤسسة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية التي يتعين على كليهما أيضًا الشروع في وضع خطة تنتهي بالتأمين الطبي على جميع المستفيدين من خدماتها، والحديث عن التأمين الطبي على المواطنين مضى عليه قرابة العقد من الزمان وفي كل مرة يطفو موضوع التأمين ويجري تداوله وأنه في الطريق لأن يصبح واقعًا مجسدًا أو أنه قاب قوسين أو أدنى من التبلور ليزيح عن كاهل المواطنين معاناتهم من تردي واقع الخدمات الصحية بدءًا من إشكالية تباعد المواعيد ولكن ليس انتهاءً بالنقص الحاد والفادح في الأسرّة، فمؤخرًا اضطر أحدهم للخضوع لعملية جراحية، ولكن حال دونه ودون إجرائها عدم توفر سرير ليرتمي عليه بعد إجراء العملية وقيل له: «أمّن السرير ونحن مستعدون لإجراء العملية فورًا» فاحتار صاحبنا في البحث عن سرير حتى بمساعدة «عبدالبصير». وزير الصحة المهندس خالد الفالح في زيارته المفاجئة لمستشفيات مدينة جُدة وقف على واقع مرير، خاصة أن المستشفيات الحديثة في شرق جدة وشمالها تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية اللازمة للتشغيل الكفؤ والفعَّال، ولعل هذه الزيارة وضعت النقاط على بعض الحروف لكي يُقرأ الواقع الصحي في جدة وفي غيرها بموضوعية، ونشر في سياق متصل أن توجه وزارة الصحة هو الاعتماد على التشغيل الذاتي للمستشفيات لمعالجة نقص الكوادر الطبية خاصة أن التشغيل الذاتي يعمل خارج أطر البيروقراطية في استقدام واستقطاب الكوادر الطبية، وأن دور الوزارة سيقتصر على الإشراف على ما يقدم من خدمة صحية للمواطنين وربما يكون هذا حلًا مرحليًا أو مؤقتًا حتى يقيض الله للتأمين الطبي الخروج إلى النور. * ضوء: (لا تترقب النجاح دون كفاح).