رماض الذنوب
تاريخ النشر: 22 يونيو 2015 04:09 KSA
يقال إن اسم رمضان جاء من رمض الذنوب أي حرقها ومحوها على النحو الذي بشرنا به النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ولاعجب شهر رمضان أنزل فيه القرآن ذلك الكتاب المُعجز، شهر تصفد فيه الشياطين، وتتنزل الرحمة وتعم المغفره وهو شهر الفتوحات الكبرى والانتصارات العظيمة، فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، ولهذا فسر الفقهاء دلالات تنزيل القرآن في رمضان بأن جبريل الأمين كان ينزل بالقرآن على سيدنا محمد أو أن رمضان شهر أُنزل فيه القرآن من العرش إلى اللوح المحفوظ ومنه تنزل مُنجما على سيدنا رسول الله.
ويتفق العلماء بما يشبه الإجماع بأنه موسم لحرق الذنوب ، متى كانت التوبه والأوبة إلى الله صادقة، إنه شهر مشاركة المساكين والضعفاء وابن السبيل فضلاً عن تعميق الاحساس بما يحسون ولكن في موازاة ذلك تسود بعض مجتمعاتنا ثقافة مهرجانات التسوق والترويج ورسائل التخفيضات الموسمية ولا نلبث أفراداً وأسرا نبحث عن مناسبات ترويحية وترفيهية ومناسبات اجتماعية وهكذا أدمنت مجتمعاتنا التكسل بالنوم نهاراً والتجوال ليلا في إنقلاب تام لما كان عليه حال السلف الصالح فقد كانوا يحيون ليل رمضان بالعبادة والذكر ونهاره بالتأمل وتلاوة القرآن وإحياء القلوب بكل ما يرمض الذنوب، ولكن في زمن المفارقات مساجدنا مهيأة للذكر ولتلاوة القرآن لكن الغفلة تدفعنا إلى أن ننهي العلاقة بالمسجد بانتهاء صلاة التراويح كأطول علاقة، وأحيانا يبحث كثيرون عن إمام يقرأ قصار السور لعله يختزل زمن صلاة التراويح ملتمسين مبررات كلها تقود لمغادرة المسجد بأسرع وقت ممكن ومنها إلى أماكن قد تقضي على ما كسبنا من حسنات الصيام إلا من رحم ربي.
ولهذا عندما يطوي رماض الذنوب صفحاته مودعا يكون حصاد بعضنا منه كأن لم يصم إلا بقدرما جاع وعطش وهكذا يمضي العام يتلوه الآخر ورماض الذنوب يتحول لموسم مهرجانات تسوق دورية وترفيهية وقد يزور بعضنا دولاً تتبارى في توفير المغريات ذات الطابع المستنسخ من الكريسماس .!!