تفعيل دور مراكز الأحياء

تفعيل دور مراكز الأحياء
لا شك أن أدوار مراكز الأحياء صارت من الأعمال المهمة والخيرة التي تكاد تندرج في وصية الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أوصانا بالجار السابع لأن من التشديد عليه (ظنَّ أنه سيوَّرث) ،ولا عجب فقد أثبتت دراسات حديثة أهمية دور الجار وترابط الجيران مما يعمق أواصر التآلف والتحابب بين أفراد المجتمع فينعكس تراجعاً بالجريمة وبمعدلات الفقر وارتفاع مستوى المعيشة وجودة الحياة ولهذا للتعارف بين الجيران دور يدفع للتعاون على البر والتقوى، وتحقيق المقاصد النبوية. واقع الحي بمدننا صار مكاناً للإقامة وكمثال أصبحت بعض أحياء جده تؤشر لتراجع صلات التراحم الموروث مما يطرح أسئلة حول محركات هذا التجفيف؟ فهل يُعزى لطبيعة المدن أم للنمو الهائل والتوسع العمراني والثراء النسبي للسكان؟ أم أن المدن تجتذب سكانا لهم أمزجة وثقافات متنافرة؟ وما دور التخطيط العمراني هل فقط في وضع قيمة أعلى أو أدنى للأرض وإغفال ما يحد من جفاف العلاقات الانسانية والاجتماعية ؟ وهل لثقافة التوجس من الغريب دور يحصر العلاقات بالمعارف ورفع الجدران أمام الجيران؟ وهل لانتشار الأسواق وتشتت المدارس إسهام في إضعاف الترابط المنشود؟ أم إيقاع الحياة يستهلك أوقات الجار ولا يسمح له بمعرفة جاره؟ أم أن قيمة الأراضي تفرض طبقيتها وبالتالي نوع وطبيعة العلاقات؟ لاشك أن معظم مدننا تتجه لتمايز وتدرج من شعبي إلى عشوائي إلى فلل وقصور وإلى مساكن متوسطة وشقق صغيرة وكل يتميز بمعدل تعارف وترابط خفضاً وبسطاً. ولهذا تتعدد أسئلة المستقبل ومعها الإستنتاجات ولكن أيا تكن الإجابات فثمة خلل بأنه لا يوجد للحي طابع مغاير من حيث الحيوية والمذاق وإن ظل التباعد يطبع روح الحي وبعض الأحياء تؤكد الانعزال. من هنا تأتي أهمية التخطيط السليم إذ يجب أن يحفز الحياة الاجتماعية لتشكل ملامح الحي بما يجسد ثقافتنا الاسلامية التي تفترض في أي اجتماع بشري تحقيق التعارف الذي اقتضته حكمة الله تعالى واقتضته صلاة الجمعة والجماعة كشعائر تعبدية وأيضاً وسائل للتعارف والترابط بين المصلين ،لا عجب أن افتقد الجار جاره متى غاب عن الصلاة وتكمل مراكز الأحياء هذا الدور الذي يعد ضمن تعاليم المعلم الأول الرسول الكريم فإن أخذناها كإرشادات وطعمنا بها تخطيطنا العمراني فإن هدف الترابط بالتعارف بين الجيران سيتحقق. وللصحافة دور حيوي في تعميق الوعي بأهمية التعارف بين جيران الحي فلماذا لا تخصص الصحافة صفحات تركز على أنشطة الحي وفعاليات سكانه ودور مراكز الأحياء في تلك المبادرات؟ إن فعلت ستسهم إيجاباً في إحياء قيم التعاضد والتعاون التي تجعل الحي جسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

أخبار ذات صلة

القرآن الكريم ورونالدو..!!
أكبر مشروع للثروة الحيوانيَّة بالشرق الأوسط
الصحافة الورقية
سوريا «العربية» والدبلوماسية «السعودية»
;
العرب بين 1916 و2024.. مكانك سر!
حكايتي مع الإِدمان
مُد يدك للمصافحة الذهبية
السعودية.. الريادة والدعم لسوريا وشعبها
;
المتيحيون الجدد!
المديرون.. أنواع وأشكال
أين برنامج (وظيفتك وبعثتك) من التطبيق؟!
علي بن خضران.. يد ثقافية سَلفتْ!
;
من يدير دفة الدبلوماسية العامة الأمريكية؟!
الرياض.. بيت العرب
جميل الحجيلان.. قصص ملهمة في أروقة الدبلوماسية
الجزيـــــــرة