مشكلات بالإمكان ترويضها
تاريخ النشر: 19 يوليو 2015 02:00 KSA
يفد إلى المدينة المنورة في المواسم الدينية، كثير من المواطنين والإخوة المسلمين العاملين في أنحاء المملكة. فيعود كثير من أبناء طيبة الطيبة ـ في شهر رمضان وفي العيدين ـ إلى مراتع الصبا ومستقر الآباء والأمهات؛ فيلتئم شمل الأسر المتفرق أبناؤها في شتى أنحاء الدنيا. كما يأتي كثير من المواطنين السعوديين من غيرهم اليها، كعادة سنوية لشهود العيدين، أو للاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه الأعداد الكثيرة ـ المتزايدة عاماً بعد عام ـ لم تجد حلولاً مثالية لإدارة الحشود من ناحية، كما أنـها لم تجد الأماكن الاستيعابية لها لتأدية عباداتها في الحرم النبوي الشريف. والمشكلة لم تكن من تقصير للدولة في هذا الجانب، ولكن الأعداد البشرية الضخمة الوافدة إلى المدينة المنورة من شتى أنحاء العالم، هي فوق إمكانية استيعابـهم جميعاً برغم التوسعات العملاقة للمسجد النبوي الشريف.
وجزى الله الشيخ حسين آل الشيخ خير الجزاء، عندما أعلن قبل البدء في صلاة التراويح ليلة ختم القرآن، جواز تقدم المأمومين على الإمام في حالة المشقة والازدحام. فانطلق خلق كثير للائتمام به وغيره في الساحات الكبيرة الواسعة أمام الإمام في جنوب المسجد النبوي الشريف. ثم ازداد عدد المصلين المتقدمين على الإمام إلى مسافات كبيرة ـ قد تتجاوز مساحات المسجد النبوي الشريف الكبيرة ـ في صلاة عيد الفطر، حيث وصلت جموعهم، متجاوزةً المحكمة الشرعية إلى جسر الصافيَّة. وهذا حل إبداعي منه لمشكلة قد ناقشها العلماء منذ عصور طويلة لكنه ظل معطلاً لا يؤخذ به. بيد أن المشكلة الاستيعابية سوف تظل قائمة ولا بدّ من مواجهتها ودراستها ـ في تصوّري ـ بالحلول الرأسية. أي بحلول الطوابق المتكررة للمسجد النبوي كما هو معمول به في المسجد الحرام.
كما أن الوصول إلى المسجد النبوي الشريف هو أحد معاناة الناس برغم تركهم لسياراتهم الخاصة واستقلالهم للباصات الترددية. فهناك مشكلات كبيرة من اختناقات السير في الشوارع وليس من الباصات. كما لا يوجد هناك مسار خاص بالباصات يسرع من سيرها. كما أن جودة خدمة الباصات ـ الجديدة الجميلة ـ في هذا العام أقل من جودتها العام الماضي، من حيث توفر الباصات الكافية للأعداد الكبيرة من الناس في أوقات الذروة. لكنها تبدو مشكلة إدارية وتنظيمية أكثر منها مشكلة لوجستية.
هاتان مشكلتان كبيرتان، وهناك أخريات؛ وبرغم تقديرنا للجهود الملموسة الكبيرة من قبل جهات كثيرة، إلا أننا نطمح إلى الأفضل في التفكير والتطوير والإدارة والإبداع.