«روهيني»

«كل الطيور تأخذ ملاذها أثناء المطر، ولكن الصقر يتجنب المطر بالطيران فوق السحب، المشكلات واردة ولكن طريقة التعاطي معها تحدث الفرق». تتصدر مقال اليوم واحدة من أروع المقولات التي تنطوي على طاقة ملهمة، صاغها وأطلقها المرحوم ايه بي جيه عبدالكلام (أبو بكر زين العابدين عبدالكلام) رئيس جمهورية الهند السابق (2002 - 2007)، الذي لفظ أنفاسه واقفًا أثناء إلقائه محاضرة في المعهد الهندي للإدارة بمدينة شيلونغ - شمال شرق الهند يوم الاثنين الماضي (2015/7/27 م). إن القراءة المتأنية في سيرة ومسيرة هذا القائد الفذ، وهو الرئيس الحادي عشر الذي قاد أكبر ديموقراطية في العالم، والرئيس المسلم الثاني في سلسلة رؤساء الجمهورية الهندية الذي حينما سُئل ذات مرة كيف يريد أن يُعرف في الدنيا بعد رحيله عنها؟! قال : «أريد ان أعُرف كمعلم» واللافت أن المعلم تُوفى وهو يُعلّم أي أن أمنيته قد تحققت في لحظة رحيله يرحمه الله. في أدبيات القيادة تمثل الجسارة مكونًا رئيسًا في شخصيات القادة الأفذاذ الذي عادة ما تتماهى رؤاهم مع رؤى فريقهم لبلوغ الغايات الكبرى «يحتاج المرء إلى القوة ليبلغ غايته سواء كانت هذه الغاية قمة إيفرست، أو قمة مهنتك»، «لا يملك جميعنا موهبة متساوية، ولكن جميعنا يملك فرصة متساوية لتنمية موهبته». للرئيس الهندي أبوبكر زين العابدين «أبو الصاروخ الهندي» مؤلفات عدة منها : (أجنحة من النار)، (العقول المُلّهمة)، (الهند 20/20) و(نقاط التحول)، التي تُباع نسخها بالملايين وعلينا أن «لا نحزن» إن لم نقرأها بالعربية، وجدير بالذكر والتنويه القول إن هذا القائد الملهم نجح في تطوير أول قمر اصطناعي هندي (روهيني) ووضعه على مدار الأرض، كما طور أول مركبة إطلاق للأقمار الاصطناعية (SLV-111) علاوة على تطويره للبرنامج الصاروخي الذي تمخض عن أقوى نظامين صاروخيين هما (أكنى) و(يرتهوي). *ضوء: (إذا أردت أن تشرق كالشمس فعليك أولا أن تحترق كالشمس).