مسجد بني حرام (مسجد جابر بن عبد الله رضي الله عنهما)
تاريخ النشر: 11 سبتمبر 2015 00:43 KSA
بنو حرام فرع من قبيلة بني سلمة، (رجل حرام: أي معصوم الدم والمال والعرض). تقع منازلهم في شعب جبل سلع، وقد انتقلوا إليه عند ما شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن السيل يحول بينهم وبين الجمعة. أي: حضور صلاة الجمعة في المسجد النبوي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وما عليكم لو تحولتم إلى سفح الجبل – يعني سلعًا – فدخلت بنو حرام الشعب، وبنوا المسجد، واشتهر بمسجد جابر بن عبد الله لقربه من داره أو هي جزء من المسجد فيما بعد، وسمي مسجد بني حرام لوقوعه في منازل بني حرام، وهذه الشكوى من بني حرام تختلف عن رغبة بني سلمة في الانتقال إلى حول المسجد النبوي التي وردت في حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سَلِمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد، قالوا نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك فقال: «بني سلمة دياركم تكتب آثاركم ، دياركم تكتب آثاركم. رواه مسلم، لذلك لزموا ديارهم قرب مسجدهم ( مسجد القبلتين )، وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في موضع مسجد بني حرام، وقد ذكر ابن شبة هذا المسجد من المساجد التي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل فيه. وقد ذكر العباسي إن عمر بن عبد العزيز رحمه الله وسّع هذا المسجد عند بنائه في ولايته على المدينة المنورة، فيعتبر هذا المسجد من المساجد العمرية، ومعلومٌ أن عمر بن عبد العزيز لم يبنِ مسجداً في موقع إلا بعد سؤال التابعين ، ولاسيّما أنه عاصر الطبقة الأولى منهم، بل وبعض الصحابة، و ذكر مسجد بني حرام صاحب كتاب المناسك -وهو من القرن الثالث الهجري-وعدّه ضمن المساجد الأثرية، كما تحدّث عنه أكثر المؤرخين بعده مثل: الفيروزآبادي (ت817هـ) والسمهودي (ت911هـ)، والسخاوي (ت902هـ)، والعباسي (المتوفى في القرن العاشر الهجري)، والعياشي في رحلته سنة 1073هـ)، والشيخ إبراهيم عباس المدني الصديقي (ت1300هـ) في كتابه ( المناهل الصافية العذبة في بيان ما خفي من مساجد طيبة ) تحت عنوان مسجد بني حرام الأكبر، ومعلومٌ أن بيت جابر بن عبد الله قريبٌ من هذا الموقع أو هو جزء منه فيما بعد، و في منزل جابر بن عبد الله حدثت معجزة تكثير الطعام على يد الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب أثناء حفر الخندق . يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه وفيه: « يا رسول الله، ائذن لي إلى البيت، فقلت لإمرأتي: رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئًا ما كان في ذلك صبرٌ، فعندك شيء؟ فقالت: عندي شعير وعَناق ( الأنثى من أولاد المعز) ، فذبحت العَناق وطحنت الشعير، حتى جعلنا اللحم في البرمة، ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافي ( الحجارة التي تنصب ويجعل القدر عليها) ، وقد كادت أن تنضج فقلت: طُعيِّمٌ لي، فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان، قال « كم هو؟ فذكرت له، فقال: كثير طيب». قال: « قل لها: لا تنـزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي» فقال: « قوموا» فقام المهاجرون والأنصار، فلما دخل على امرأته قال: ويحك جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم، قالت: هل سألك؟ قلت: نعم ، فقال: « ادخلوا ولا تضاغطوا، فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه ثم ينـزع، فلم يزل يكسّر الخبز، ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية، قال: « كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة». متفق عليه وهذا المسجد موجودٌ حالياً تقام فيه الصلوات الخمس في نفس الشعب الذي وصف سابقاً في الجزء الجنوبي الغربي من جبل سلع وخلف مجموعة من مدارس البنات في طريق السيح .