أزمة روسيا في مغامرتها السورية

أزمة روسيا في مغامرتها السورية
تمكن فلاديميربوتين ، الرئيس الروسي ، أن يقلب الطاولة على المتردد باراك أوباما ، الرئيس الأمريكي ، فبعد أن كان الأميركيون المهيمن الرئيسي على الأحداث في سوريا ، برز الروس بأسلوب يشوبه التحدي ، في اختراق سماء سوريا بطائراتهم .. ويقول الأميركيون أن الروس أرسلوا إشعاراً إلى السفارة الأميركية في بغداد قبل ساعة فقط من بدء أولى ضرباتهم العسكرية السورية ، حتى تقوم أميركا بإخلاء الأجواء للطائرات الروسية . وعندما احتج الأميركيون بأن روسيا ضربت مناطق يوجد مدنيون فيها ، رد العسكريون الروس بأن الإحداثيات التي اعتمدوها في ضربهم قدمها لهم الأميركيون . البيت الأبيض الأميركي في حيرة من أمره ، لم يتوقع أن يدخل الروس ( المستنقع ) الحربي السوري بهذا الثقل ، وعاجز عن اتخاذ القرار المناسب لمواجهة التحدي الروسي الذي أضاف إليه الروس خطوة أخرى بتكوين هيئة تتولى تبادل المعلومات الاستخبارية مكونة من العراق وإيران وروسيا . وهم ، مع الإيرانيين ، يعتقدون أن الهزائم التي منى بها نظام الأسد ستتوقف ويطمعون في أن يتمكنوا الآن من استعادة ما فقده النظام السوري .. وليس من المرجح أن يتمكن حزب الله والإيرانيون وعملاؤهم من تحقيق نصر عجزوا حتى الآن عن تحقيقه حتى وإن كانت مظلة حربية روسية تظلهم فالضربات الجوية الروسية لن تضيف الكثير لهذه القوات الطائفية . بوتين أكد في تصريحات علنية من سابق أنه لا يرغب أن يرى سوريا وقد تمزقت فيما بين الجماعات المتقاتلة ، كما حدث في ليبيا ، وأشار تلميحاً ومباشرة في تصريحات أخرى إلى أن ما يجري في المنطقة من ( ربيع عربي ) وعمليات إرهابية مسلحة ، بما فيها داعش ، هي صناعة أميركية . لكل هذا فإننا نراه يضرب المناطق المعارضة للنظام السوري بمختلف أشكالها ، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين السوريين الأبرياء . وبالتأكيد لا ترغب الدول العربية (بما فيها مصر) ، أن ترى السيناريو الليبي الحالي يتكرر في سوريا ، لكن التدخل الروسي ، وبهذا الشكل لن يؤدي إلى ضمان ذلك واستمرار الأسد في قمة السلطة أمر مرفوض من الشعب السوري ، ولا يمكن القبول به . لذا على موسكو أن تتوقف عن اندفاعها العسكري في سوريا وتتعاون مع الدول العربية الراغبة حقاً في التعاون معها لإنهاء المأساة السورية ، وإزاحة الأسد والخطر الإيراني عن المنطقة . وموسكو تعلم أن طهران أمريكية الهوى ، حتى وإن قالت غير ذلك ، وإن الإدارة الأميركية الحالية لديها ميل إلى إيران وخطط لها ، لن يكون لروسيا دور فيها ، ولن تكون بالتأكيد لصالح الإستراتيجية الروسية . لذا فإن الرهان الحالي على التعاون الروسي مع الإيرانيين ليس سوى سراب . إصرار الكرملين على التدخل في روسيا بهذا الشكل سيؤدي إلى سقوط الكثير من الضحايا الأبرياء ، ولن تكسب موسكو أي تعاطف عربي أو دولي في مغامراتها غير المحسوبة العواقب . وستجد روسيا نفسها منبوذة من المجتمع الدولي وبالإضافة إلى ذلك فإن الفشل الذي حاق بحزب الله وإيران سيلحق بروسيا . والأمر الوحيد الذي سيؤدي اليه التدخل الروسي لصالح الأسد هو تعميق الصراع الطائفي مع احتمال توسعه إلى مناطق أخرى .. فهل هذا ما تسعى إليه روسيا ؟

أخبار ذات صلة

المتورِّطون بوفاة الحجَّاج!!
نجاح صحي وأمني لحج هذا العام
(ومن يكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ)
نجاح الحج رغم أنف الحاقدين
;
ومضات على رحلة الحاج.. ‏من الفكرة إلى الذكرى (3)
أغرب العادات حول العالم
وصفة طالب متفوق!
لسلامة الجميع.. لا حج بلا تصريح
;
إزعاج!!
هل يمكن أن نبدأ من الصفر؟!
منابر تلامس واقعنا المعاصر
دمــــــــــــــــوع
;
الطموح
الحج.. والرؤية
خطوة كريمة.. تستلهم روح الإسلام
لا نريد الحرب.. ولكن!