فرنسا والسعودية.. علاقة قوية وشراكة ذكية
تاريخ النشر: 18 أكتوبر 2015 02:14 KSA
يحق للعلاقات السعودية الفرنسية المميزة، أن تنعم برعاية الدولتين عبر مظلة؛ تُراجع المُستجدّات التي تهم تلك العلاقة، لتأصيلها وترسيخها وتقوية أواصر الشراكة بين البلدين، هذا ما عني به منتدى الأعمال السعودي الفرنسي عبر دورتيه الناجحتين، حيث عقدت أولاهما بباريس، بينما انطلقت فعاليات الدورة الثانية من الرياض، ونظرًا لأهمية الحدث، فقد شرّفه وفد فرنسي رفيع المستوى برئاسة دولة رئيس الوزراء، إلى جانب المختصين السعوديين بقيادة معالي وزير التجارة والصناعة، كما شارك في الفعاليات ممثلو مجلس الأعمال السعودي الفرنسي بالإضافة لعدد من كبار المسؤولين والخبراء ورجال الأعمال والمستثمرين والأكاديميين في كلا البلدين.من المؤكد أن التفاهم عندما يبلغ درجة السمو، وتصل الثقة المتبادلة حد الطمأنينة، تولد حينئذٍ العلاقات المثالية، وهذا ما ظلت تعكسه العلاقات السعودية الفرنسية التي شهدت في الآونة الأخيرة تقدُّمًا واضحًا، جسّدته حنكة وحكمة القيادتين في البلدين، من خلال لقاءات القمة التي زادت تلك العلاقة قوة ومنعة، وعبر الزيارات التي حفلت بها أجواء التعاون اقتصاديًا واستثماريًا وثقافيًا، على أرفع وأعلى المستويات، وهكذا صنفت تلك العلاقة بأنها مواقف إستراتيجية لشراكة ذكية، وهكذا يرى كلا الطرفين أن الطرف الآخر من أهم شركائه التجاريين، ولا أدل على ذلك من احتلال فرنسا المرتبة الثامنة من بين أكبر عشر دول تم الاستيراد منها عام 2014هـ، كما أنها صاحبة المرتبة العاشرة من بين أهم الدول المصدر لها في نفس العام، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين في ذات العام 12 مليار يورو، أما في مجال الاستثمار فإن فرنسا هي ثالثة الدول المستثمرة في السعودية، برأسمال يبلغ 14 مليار يورو.يُعد المنتدى نافذة يرى من خلالها الشريكان أهم قضايا الساعة، التي تستلزم تدخل كافة الحادبين على المصالح الإنسانية وكل ما يسعد البشرية، وكافة الأسباب التي تُمكِّن لاستتباب الأمن والاستقرار العالمي، ومن هذا المنطلق تنوّعت أطروحات المنتدى، إذ تناول المشاركون التحديات المتعلقة بالإرهاب، وموقف البلدين من الأزمة السورية التي أصبحت كارثة تُؤرِّق العالم؛ باعتبارها مأساة إنسانية، كما أن تحديات البيئة حظيت باهتمام المنتدى، وقد شملت أطروحات المنتدى البرنامج النووي السعودي، فكل الموضوعات التي ناقشها المشاركون تُبيِّن متانة العلاقات وقوتها، فالعلاقات المخلصة والتعاون الصادق بين المملكة ودول العالم قاطبة هو ديدن عهد العطاء، الذي يمد يده بيضاء من غير سوء لكل مُحب للصداقة والسلام، إلا من أبى، فعهد الحزم في غنى عنه.