مواصفات «القوي»

«قد تُعذر عند الفشل، ولكن لن يعذرك أحد إذا لم تحاول». طُرح في سنوات خلت فكرة مشروع رائد تحت عنوان: (الأمن المدرسي) ملخصه أن ثمة نية -والنية محلها القلب- أو توجهًا للتعاقد مع شركات أمن وسلامة تتولى مهمة الأمن والسلامة المدرسية ومنها الحراسة في المدارس والمجمعات التعليمية يكون من ضمن مسؤولياتها المتعددة تحقيق الحد المقبول من الأمن والسلامة سواء كان ذلك للمنشآت التعليمية ومكوناتها المادية، والأهم روادها من الطلاب والعاملين فيها، فمن المسلم به أن بيئة العمل الآمنة تُسهم في الارتقاء بالأداء. إلا أن واقع الحال يشي إلى تعثر ملف الأمن المدرسي وتوهانه في دهاليز البيروقراطية، مما أدى إلى إرجاء أو على الأرجح تعطيل فتح الملف وتفعيله أوترجمته إلى واقع؛ ولعل مرد ذلك أن بعض المسؤولين لا يعدون الاهتمام بالأمن المدرسي أولوية قصوى على مسطرة المهم والأهم ومع إيماننا العميق بأهمية الأمن والسلامة على المحورين الفكري والمادي نتمنى على وزارة التعليم التي دشنت برنامج (فطن) مؤخرًا، وهوالبرنامج الذي يتحوصل حول المحور الفكري وتفعيل حمايته، أن تولي الاهتمام عينه بالمحور المادي وتبعث من جديد فكرة الأمن والسلامة المدرسية والتي نظن -والظن في هذا السياق يقين- أنها جديرة بالتنفيذ والتطبيق الفوري خاصة وأن بعض المدارس بدأت في تطبيق سجل الزيارة المدرسية وما يتطلبه ذلك من التأكد من هوية الزائرين وأسباب الزيارة تنفيذًا لتوجيهات في هذا الشأن، ولعل هذا هو طرف الخيط الذي سيجر بكرة الأمن والسلامة المدرسية على بكرة أبيها.. تصوروا كم سيتولد لدينا من الوظائف للمواطنين في مدارس المملكة كافة والتي ينوف عددها عن (30) ألف مدرسة فيما لو وظفنا في كل مدرسة (3) مسؤولي أمن وسلامة تتوافر فيهم مواصفات القوي الأمين.. إلى لقاء.*ضوء: (هناك اختياران: إما أن تتقبل الوضع الحالي وتقتنع به، أوأن تتحمل مسؤولية تغيير الوضع وتحسينه، الناجحون يختارون تحمل المسؤولية..).