كيف تنشىء وادي سيلكون؟
تاريخ النشر: 15 نوفمبر 2015 23:58 KSA
للإجابة أشرك قرائي قصة المبرمج والمستثمر بول جراهام مواليد 1964م ومؤسس(فياويب) التي تحولت إلى ياهو وهو من مؤسسي (واي كمبينيتر)التي اعتبرت أنجح الاستثمارات العصامية لامتلاكها أكثر من أربعمائة شركة أشهرها (روب بوكس) (وإير بي أن بي). إن تجربة جراهام مع تجارب شركات انطلقت من وادي السيلكون ومن (تقنية شوكلي) تشكل إجابة إضافية وهذه التقنية منسوبة لوليام شوكلي أحد مكتشفي (الترانسيزتر) وصاحب أبحاث في المجال أهلته لنيل جائزة نوبل حين كان في(بيل لابس) وفيما بعد أسس عام 1957م شركته منطلقا من (بالو ألتو) التي ولد فيها وقد علقت بذهنه لهدوئها وروعة الأحياء الراقية بها ولوجود جامعة لا تبعد كثيرا عن سان فرانسيسكو، واستفاد من تجاربه كبار المديرين في 1957م (الترايسراز إيد) ولكنهم غادروا الشركة ليكوّنوا شركة (فيرجايلد سيمي كوندكتر) منهم غوردن مور وروبرت نويس وهما من مؤسسي أنتل فيما بعد ثم أسس يوجين كلاينر(فينشر كابتال فيرم) مع كلينا بريكنز وبدورها اسست جوجل بعد 42 سنة وهو أيضا شريك جون دوير الذي كون معه «انتل» عام 1974م . من هذه الخلفية نستنتج بأن المنشآت العصامية تستنسخ نفسها في شركات تطور المنتج الأساسي وتحدث النقلة في أي منطقة ولكي يحدث ذلك لابد من التوسع في تطوير دراسات وبرامج التقنية بالجامعات لتوفير بنية تحتية من المناهج التي تحفز المبدعين وتشجيع العصاميين وإن أخذ ذلك وقته لأن الزمن عامل مهم للتطوير بالرغم من أن المال سيسرع وتيرة الانتقال وإن ثبت أن المتوسط خمس سنوات.إذن تأسيس وادي سيلكون في عصر المعرفة يحتاج لعنصري المال والعلم، والموقع المتفرد ويجب عدم التطلع لأموال القطاع العام مع أهميتها لأنها لا تكفي وقد يكون لها مردود سلبي على المستثمر العصامي إذ للعصامي مقدرة الاختيار والنجاح على عكس القطاع العام هذا من واقع تجربة الذين كونوا أبل وجوجل كمستثمرين متخصصين جذبهم المكان وتوفرت بيئة وقدرات ذاتية وجامعات متميزة باجتذابها أساتذة على مستوى عالمي رفيع وفرت لهم المعامل والمكتبات، لإحداث القفزات والاكتشافات فاستقدام أساتذة جامعيين متميزين مهم لتكوين وادي سيلكون رغم أنه لوحده لا يحدث النقلة المطلوبة ولكن الجامعات نبتة تحتاج لتربة صحية لتخرج عصاميين ووادي السيلكون يتكيء على عصاميين يميلون للإبداع خارج مدن الأسمنت الصاخبة ليلا ولهذا قال بول جراهام ، إن وادي السيلكون لا يُبنى إنما ينشأ كما النبتة. ولهذا يصح القول بأن سان فرانسيسكو ونيوريورك يوجد بها مبدعون لكنها ليست مدناً إبداعية مثل (بيركلي) و(بولدر) حيث وفرت للشباب العصامي بيئة إبداعية موغلة في الرومانسية والتأمل والاستغراق في التفكير الابداعي وهي عوامل بمثابة مغناطيس للعصاميين وأيضا هي عوامل جاذبة للاستثمارات التي تمول إبداعاتهم التي منها يتشكل ويتولد وادي السيلكون.