قصص قصيرة جدًا

الوظيفة تعب من الوظيفة والمكتب والأوراق . أضناه تكرار العمل ، وسئم طول الجلوس وندرة الإجازات . أراد أن يتمرد على الواقع .. يسافر بعيدا ويستمتع بعبق الحرية ويسترخي بين المنتجعات الراقية و الشواطئ الحالمة . قرر تقديم استقالته . ذهب في رحلة الأحلام الطويلة الباذخة . وبعد زمن .. عاد إلى أرض الواقع . بدأ يبحث عن وظيفة . لم يجد شيئا .. تعب من البحث وأضناه التوسل ... حار في قوت يومه . وأخيرا رضي بوظيفة مؤقتة بسيطة بأجر منخفض .. في منتجع محلي على الطرف الساحلي من مدينته ! المستقبل قالت وهي تتأمل خطوط كفه المرتجفة : أزمة مالية سوف تعصف بكوكب الأرض بعد سبعين عاما من الآن . ستخسر ثلثي ثروتك فيها ؛ وسوف تأسف على ذلك الحدث ثلاث سنوات كاملة. زال توتره .. وانفرجت أساريره .. وأعطاها المكافأة مضاعفة ! حوار ! - أمك جاءت وتركت أباها وأمها . أنا كذلك . كل ذلك من أجلكم ! - نحن لا نريد منك شيئا سوى «مصلحتك» .. هل تقدر ذلك ؟! - نذهب في الصباح الباكر ونعود آخر النهار.. نبذل المستحيل من أجلكم . ماذا فعلت -أنت- من أجل نفسك ؟! - أمامك خياران : إما أن تستمع إلينا ؛ وإما أن تعلن الخروج عن طاعتنا . انتهى الحوار.. مضت ثلاثة أشهر.. وما زال البحث عنه جاريا .