حادث مروري كل 30 ثانية
تاريخ النشر: 29 نوفمبر 2015 22:32 KSA
قبل عدة سنوات عقد في مستشفى قوى الأمن الداخلي في الرياض مؤتمر طبي عن طب العظام وأعلنت إحصائية فيه أن حوادث المرور السبب الثاني للوفاة والسبب الأول هو الأمراض بكل أنواعها، وفي جدة عقد المؤتمر السعودي لإصابات الحوادث يوم الأحد 10 صفر 1437هـ، الموافق 22 نوفمبر 2015م، وفيه كشف نائب وزير الصحة أن حوادث السير تأتي في المرتبة الثانية في أسباب الوفاة في المملكة بعد أمراض القلب، داعيًا إلى تطوير أقسام الطوارئ في المستشفيات، وأبان رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر أن إصابات الحوادث تأتي في المركز الأول لأسباب الوفاة للأشخاص دون سن 40 سنة، وأعلنت شركة نجم عن تسجيل حادث كل 30 ثانية بمناطق المملكة حيث وصلت نسبة الحوادث خلال 24 ساعة أكثر من 3300 حادث وذلك عبر ساعة رقمية.إعلان أن الحوادث هي السبب الثاني للوفيات ليس بجديد، ولكن الجديد أن المؤتمر الأول لم يُستفد مما قُدّم فيه من إحصائيات وبقي حصد الأرواح من حوادث السير، كما هو، وهو أمر لا يُعالج بتطوير أقسام الطوارئ بل بمعالجة أصل المشكلة وهو الحوادث، وهذا لا يكون من الأطباء بل من إدارة المرور.ما أكثر ما يُنشر عن حوادث المرور في المملكة ومآسيها في إهلاك البشر، وما أكثر ما يُنشر عن تهور القتلة المتسببين في الموت، وما أكثر ما ينشر من نقد في وسائل التواصل الاجتماعي والصحف، وما أكثر ما يقام من عزاءات في من ماتوا، وما أكثر ما ينشر من تغريدات، منها هذه التغريدة من منظمة الصحة العالمية: «السعودية الثانية عربيًا والثالثة والعشرون عالميًا من حيث زيادة معدلات وفيات الطرق بمعدل 27.4 وفاة لكل 100 ألف نسمة».حوادث المعلمات كافية لإعلان إدارة أزمة في مجال المرور، وموت 21 يوميًا كافٍ لذلك، والتهور وقطع الإشارة، وعكس السير مع قطع الإشارة ومئات المخالفات اليومية حتى كأنه لا نظام مرور، كل ذلك كافٍ لمعالجة أزمة المرور، ولن يرتدع المخالفون إلا بصرامة مرورية، فالنظام لا عيب فيه، وإنما العيب في عدم تطبيق النظام بغض النظر عن الأسباب، وهي ليست مقنعة مهما كان المبرر.الأمراض التي بنيت من أجلها المستشفيات سبب أول والحوادث سبب ثانٍ، هناك مشكلة مرورية تفتح يوميًا قبورًا جديدة ومآسي جديدة، وعقد المؤتمرات الطبية وزيادة طاقة أقسام الطوارئ لن يحلها بل الحل في قرار حاسم بالضرب بيد من حديد على من أهلكوا البشر بتهورهم ومخالفاتهم، وهذه مسؤولية إدارة المرور التي حتى الآن لا نرى تجاوبًا منها لا للمؤتمرات ولا للتغريدات ولا للآلاف الذين تعلن عن موتهم في إحصاءاتها.