د. محمد علي الهاشمي.. فقيد العربية
تاريخ النشر: 06 ديسمبر 2015 23:21 KSA
رحل عن الدنيا الفانية إلى الحياة الباقية الدكتور محمد علي الهاشمي يوم الأربعاء 20 /2 /1437هـ، 2 /12 /2015م، وكان مولده في حلب عام 1925م، بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي، والسيرة العطرة: خلقًا وعلمًا وتربية.حصل على الإجازة في الآداب وعلوم اللغة العربية في كلية الآداب في دمشق وعلى الإجازة في التربية وأصول التدريس من كلية التربية في دمشق أيضًا، ثم الماجستير من جامعة القاهرة عن «عدي بن زيد العبادي» ونال الدكتوراة من جامعة القاهرة أيضًا في تحقيق كتاب جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام لأبي زيد القرشي بإشراف د. شوقي ضيف في المرحلتين، وكان أستاذًا للأدب في كلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود ثم في كلية الآداب للبنات.كان أستاذي المشرف عليَّ في مرحلة الدكتوراة، وأشهد أنه كان يتسم بجدية المشرف، وأدب الأدباء، وخلق العلماء، يغلب عليه الجد ودقة البحث لا يترك كلمة لا يقرؤها في البحث ويدوِّن ملحوظاته بخط جميل ثم يناقشها معي مناقشة الأستاذ الحريص على النهج العلمي والدقة البحثية، وقد حاز إعجاب الحاضرين في تقديمه مناقشتي التي شاركه فيها الأستاذان الفاضلان د. شكري فيصل ود. محمد بن سعد بن حسين رحم الله الجميع.لقد عرفته عالمًا، أديبًا، أستاذًا متألقًا، ذا دين وخلق رفيع، يجري حب اللغة العربية في عروقه مجرى الدم، ومما عُرف به في ندوة د. راشد المبارك أن يبدأها في كل جلسة بتصويبات لغوية لمدة خمس دقائق.كان أنيقًا في مظهره، كريمًا في معدنه، مهذبًا في لفظه، وقورًا في شخصيته العامة، ولعل هذا ما دفعه لتأليف كتبه «شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته في القرآن الكريم» و»شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة»، و»شخصية المرأة المسلمة» وبعضها قدمه في إذاعة القرآن الكريم فانتفع به خلق كثير، وقد ترجمت هذه الكتب إلى ثماني لغات، وله كتب أخرى منها «سلبيات يجب أن تختفي من حياة الإسلاميين»، و»المجتمع المسلم كما يبينه الإسلام»، و»مفاخر القضاء الإسلامي» وغيرها.كان ذا ذائقة شعرية عالية، عرفت ذلك من خلال إشرافه العلمي على رسالتي في الدكتوراة، وله أذن موسيقية شعرية، ولم أقرأ في علم العروض أفضل من كتابه «العروض الواضح وعلم القافية» الذي يسَّر فيه علم العروض، وقد صدق د. صالح العايد عندما غرد عنه فقال: «عرفته دمث الخلق، حسن التعامل، أديبًا، عفيفًا، غيورًا على دينه وأمته».لقد فقدت العربية عالمًا من علمائها الذين أثروها تدريسًا وتأليفًا، وتبحرًا فيها، وسيبقى ذكرًا طيبًا فيما تركه من مؤلفات في العربية، وفي الثقافة الإسلامية فهو ممن طال عمره وحسن عمله، وخلد أثره، رحمه الله وأسكنه الجنان.