ما أجمل طيبة الطيبة

ما أجمل طيبة الطيبة
المدينة المنورة -زادها الله نورا وبهاءً وجمالاً- هي مهاجر النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ومرقد جسده الشريف، وبذلك حظيت بالشرف كله، وبلغ النور مداه من أقصى جوانبها حتى عنان السماء، كأنها كوكب دري وصل نورها وشعاع إيمانها إلى أقاصي المعمورة، حيث حظيت بشرف وجود سيّد الأولين والآخرين، وضمت أعظمه الشريفة بين ترباتها، فتضوعت مسكًا وطيبًا، فطاب ماؤها، وهواؤها، وتربتها بدعوة سيّد المرسلين عليه الصلاة والسلام.إذا أقبل الزائر على طيبة الطيبة لمس نور شعاعها من مسافاتٍ بعيدة، فإذا دخل حدودها شعر بالراحة والطمأنينة التي لا تحصل في غيرها، فإذا دخل مسجدها الشريف وصلّى فيه ركعتين، أغنته عن الدنيا وما فيها، وزال همّه، وذهب غمّه، ثم إذا انتقل بعد ذلك في أدبٍ وخشوع للتشرف بالسلام على صاحب الرسالة العصماء والخُلق العظيم، الذي بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، وتركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، ثم سلّم على صاحبيه وصهريه سيدنا أبي بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم اختتم زيارته بالدعاء وطلب العفو والعافية والمغفرة من الله عزّ وجلّ، بلغ غاية المراد بأن حقق الله زيارته وأمنيته؛ بالتشرف بالسلام على سيّدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصلاة في مسجده الشريف التي تعدل ألف صلاة فيما سواه، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق.يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في حرمة المدينة وفضلها: «إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاها، أو يقتل صيدها، المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه»، وقوله عليه أفضل الصلاة والسلام: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها».. فهي دار الإيمان، والجابرة لأفئدة من قصدها من المسلمين.فحري لمن زارها ألا ينسى زيارة أبرز معالمها، كبقيع الغرقد الذي يضم رفاة أهل البيت وأكثر من عشرة آلاف صحابي جليل رضوان الله عليهم، وزيارة قبر سيد الشهداء، والصحابة الكرام شهداء أحد، رضوان الله عليهم أجمعين، وزيارة مسجد قباء الذي يصفه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص بقوله: «لأن أُصلِّي في مسجد قباء ركعتين أحب إليَّ من أن آتي بيت المقدس مرتين، لو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل».فهنيئا لكل من زارها، واستمتع بالصلاة في مسجدها، وتشرّف بالسلام على صاحبها، والتزم بقواعد الأدب والاحترام فيها، فقد قال رسولنا الكريم: «من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء»، نسأل الله أن يرزقنا حسن الأدب فيها، والدعاء لأهلها بالحفظ والبركة.. إنه جواد كريم.

أخبار ذات صلة

«اسحب على الجامعة يا عم»!!
حكاية مسجد في حارتنا..!!
شر البلية ما يُضحك
أطفالنا والشاشات
;
الرد على مزاعم إسلام بحيري في برنامجه إسلام حر
السعودية ومرحلة الشراكة لا التبعية
جلسات علمية عن الخلايا الجذعية
الشقة من حق الزوجة
;
المزارات في المدينة المنوَّرة
خطورة المتعاطف المظلم!
خطورة المتعاطف المظلم!
لماذا يحتاج العالم.. دبلوماسية عامة جديدة؟!
أدب الرحلات.. والمؤلفات
;
كيف نقضي على أساليب خداع الجماهير؟!
المتقاعدون والبنوك!!
د. عبدالوهاب عزام.. إسهامات لا تُنسى
فلسفة الحياة.. توازن الثنائيات