ضغط وسكر!
جولتان مرّتا من دوري جميل، بعد التوقّف الطويل، مرّتا كالحلم الجميل على البعض، لكنهما كانتا كابوسًا مزعجًا على البعض الآخر، إلاَّ أنّ الأمرَ المؤكد أنّهما شهدتا أحداثًا دراماتيكية جعلتا المتابع الرياضيّ يضرب كفًّا بكفٍّ.تعثّر للمتصدّر، والوصيف، في جولة واحدة، أمام أندية غير منافسة، وكأنّ كليهما يتفنن في حرق أعصاب جماهيره. فالهلال ما زال يعيش تحت حقل تجارب مدربه اليوناني دونيس، الذي ننتظر منه إشراك خالد شراحيلي في خط الهجوم، أمّا الأهلي وجماهيره فهم تحت رحمة لاعبين أقل ما يُقال عنهم إنهم في حالة برود عجيب، ليس له تفسير منطقيّ سوى أنّهم قدّموا مقدّمات عقودهم على مصلحة الكيان الذي صنعهم. جحود، ونكران جميل، واستهتار، ولا مبالاة، وعريس غفلة، وجد إدارة متراخية رضخت لطلب في غير أوانه، كل ذلك كفيل بعصف أحلام الملايين من المجانين، الذين لم يبقَ عندهم من الصبر شيء ليزيدوه فوق صبرهم، وكما قالت كوكب الشرق للصبر حدود.في الحياة ثق تمامًا بأن الفرصة لن تأتيك سوى مرّة واحدة. أمّا دوري جميل فقد علمنا أنّه يمنح نصف فرصة، ومَن يعجز عن استثمارها فهو لا يستحقها؛ لأن لقب الدوري لا يأتي بالبركة، وإلاَّ لكنا توّجنا الاتحاد بطلاً للدوري هذا الموسم دون منافس.مازال لقب الدوري بين أقدام لاعبي الأهلي، إذا ما أرادوا أن يثبتوا لكيانهم، ورمزه، وعاشقيه أنّهم يعون أن المسؤولية ليست مجرد كلمة، فالفوز في كافة المباريات المقبلة بما فيها موقعة الهلال في الجوهرة، يعني التتويج باللقب الحلم، عدا ذلك فإن مجانين الراقي لن يقبلوا نهاية الموسم بأرقام قياسية لا تُسمن ولا تُغني من جوع. تحدّثتُ كثيرًا عن اللاعبين، ووجَّهتُ لهم الرسائل؛ كوني أؤمن تمامًا أن الإدارة لا تملك الخيط، ولا المخيط، ولن أطالبها بشيء، ففاقد الشيء لا يعطيه، ومدرج الراقي يشهد على هذا! كيف لا وهم مَن غيَّروا شعارهم من أهلي وبحر، إلى ضغط وسكر!ammarbogis@gmail.com