رسائل إلى بعض القادة التربويين

رسائل إلى بعض القادة التربويين
القيادةُ ليست بالأمر الهيّن، فهي تكليفٌ لمَن يعي عِظم المسؤولية، والأمانة الملقاة على عاتقه، وهي بالتالي لا تقبل بأيَِّ شكلٍ من الأشكال الاستغلال، أو الاحتكار، أو الالتفاف على النظم والقوانين، بالتلاعب بالمهام وفق أهواء القائد ورغباته.من المؤسف أن بعض القادة التربويين اليوم لم يعودوا كما كانوا بالأمس، فالميدان التربوي بات يعجُّ ويضجُّ ببعض أولئك القادة الذين استباحوا المهامّ، ومراكزهم القيادية؛ كي يُوثِّقوا بصمة الإنجاز على الأوراق لا غير، حتى تحوَّل الميدان إلى ساحة مُسمَّمة من الجعجعة التي لا نرى لها طحنًا.رسائل ثلاث، أُوجهها إلى ثلاثة من القادة التربويين، وهي من واقع الخبرة التي مررنا بها، والتي عايشنا فصولها المُزيَّفة من بعض القادة التربويين في الميدان التربوي بالمطلق.الأولى: البيروقراطية آلية عملاقة يُحرِّكها الأقزام:انتظار الأمر لتنفيذ المسؤوليات عنك، والصلف والتعنت في اتّخاذ القرار الذي هو في الواقع من صميم صلاحياتك، إمّا بدافع الخوف من المساءلة، أو لكسب رضا المسؤولين عنك، دليل على أن نظم العمل في دائرتك لا تعدو عن كونها قوالب تتدحرج ببطء صوب الانتكاس السريع.فإن كانت سياسة البيروقراطية هي ديدنك ومنهاجك، فلِمَ تنتظر التَّقَزُّم أكثر؟! الأمرُ بسيطٌ جدًّا.. ما عليك إلاَّ أن تغمرنا بكرمك، وتمدَّ يدك إلى أيِّ ورقة بيضاء أمامك، وتقرَّ أنَّك مستقيلٌ جدًّا، لتدعَ مهامّك لمَن هم أهلٌ لها جدًّا.. جدًّا.. جدًّا.الثانية: إنَّ الرجل لا يكون قائدًا؛ لأنه عثر على بدلة قائد فلبسها:حين لا يُدرك وعيك أن مسؤولياتك تحتضر، وأن تأثيرك بات لصيقًا بالكرسيّ الذي انحشرت فيه، وأن المحيط حولك عارٍ من كل شيء إلاَّ صخب أنفاسك! ورأس أسلمتها وباقي حواسك المزروعة فيه لمن يديرها بالوكالة، فأمامك أحد خيارين: إمّا أن تستفيقَ لتنعشَ مهامّك بيديك، أو أنْ تسمحَ -شئتَ أمْ أبيتَ- بمَن يأتي ليقتلعكَ، ويغرسكَ والكرسيّ على أحد الحوائط التي أَبَيْتَ إلاَّ التقوقع بينها، وبالتالي لن يضرَّكَ هذا الإجراءُ في شيءٍ، فحالك لا يختلف كثيرًا عن الحائط الذي غرزت فيه.الثالثة: المرء دائمًا حيث يضع نفسه:الطموح حق مكفول للجميع، ولكن إن جمحت بك الهمّة بعيدًا عن مهامّك المكلّف بها، واقتادتك صوب شراهة التِّيه في كل وادٍ، فلا تعجب حين ترى أن كل ذاك انعكس سلبًا على كل من حولك، فانشغالك بالتلوين والتلون.. وحشو ملفك بإنجازاتك التي أشغلتَ بها نفسك، ومن هم تحت قيادتك الطاردة للطاقات، أوصلتك إلى الخروج من دائرة المسؤولية إلى حضيض الأنا.طالما أنّك حريص على الفوز في معارك الظهور تلك، والتبروز في الصف الأول ليس إلاَّ.. فاطمأن، واهنأ بالاً، فقد حصلت -بيدك- على مرتبة قائدٍ تربويٍّ بدرجة (غير صحي).مرصد..معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى: رسائلي هذه لبعض القادة التربويين، لم تأتِ من فراغ، بل من تجارب واحد وثلاثين عامًا في الميدان التربوي، فبعض الإنجازات التي تصل إلى وزارة التعليم في معظمها ما هي إلاَّ جعجعة أوراق لا غير، أمَّا ميادين هؤلاء القادة، فلك الله.وحتّى نشهد أمام الله أن التعليم بات اليوم في أيدٍ أمينةٍ ومسؤولةٍ.. هل من رقيب وحسيب على أمثال أولئك القادة؟!.

أخبار ذات صلة

جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
الإنسان النصف!!
;
من طوكيو إلى واشنطن بدون طيار!!
التعليم أهم رسالة.. والمعلم أهم مهنة
كوني قوية فلستِ وحدكِ
شهامة سعودية.. ووفاء يمني
;
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
هل يفي ترامب بوعوده؟
;
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!