التعليم المغاير.. ابحث عن الإلهام العبقري
تاريخ النشر: 27 مايو 2016 02:51 KSA
نطمح جميعنا إلى أن تتحول العملية التعليمية «ميدانها ومناهجها وبيئاتها» من الجمود والتقوقع في دائرة النسخ واللصق إلى فضاء الخَلْق المتجدد، وعلى المطوّرين والتربويين أن يُدركوا أننا اليوم في سباقٍ مع الزمن، فالتحدي كبير جدًا والبون شاسع بين فكر جيل الانفتاح على ثقافات العالم من أوسع أبوابها وبين ذاك الجيل بالأمس.لا يتصور كثير من المسؤولين في وزارة التعليم وميدانها أن التطوير بالأمر الهيّن، وأن الحل يكمن في تغيير تاريخ طبعة منهج، أو تغيير صورة غلافه، أو في برنامج هنا ومشروع هناك، فالميدان التربوي رغم كل مشروعاته وبرامجه المطورة لا يزال يرزح تحت ثقافة التلقين.. حتى وصلنا إلى طابور ممتد من جيل الريبوت.وهنا نصل إلى قناعة تامة أن التطوير لن تُؤتَى ثماره إلا بالتغيير، والتغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها، وعلى تلك الحال لن يتحقَّق الهدف المنشود من المشروعات والخطط المرسومة؛ ولو بعد خمسمائة عام، كما قال معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى.مشكلتنا في بعض القيادات التربوية التي تعمد إلى ترجمة التطوير بتضخم المنشأة التعليمية بالمشروعات المكتظة والبرامج والمناسبات والدروس واللقاءات، ومن ثَمَّ صبّ كل تلك البهرجة في جوف الملفات وتقارير السجلات مع رتل من شهادات التقدير المرصوصة فوق الأرفف، والمنثورة على الحوائط.امنحني عقلاً مُفكِّرًا أهب لك جيلاً قائدًا..لن أتناول في مقالي المباني المدرسية، ولا المحتوى الخامل للمناهج، بل سأُسلِّط الضوء على أهم قطب في العملية التعليمية.. الطاقات البشرية المطوّرة على حق، والتي أحدثت برامجها ومشروعاتها التربوية متغيرًا مُغايرًا، وتلك العقول هي الاستثمار الحقيقي للتغيير الذي أعنيه.إن وزارة التعليم تحظى بالسهم الأكبر من ميزانية الدولة، وعلى ضوء ذلك وفي هذا الوقت تحديدًا والذي يُقبِل الوطن فيه على مرحلة هامة ومختلفة كليًا من التغيير على كافة الأصعدة.. على المسؤوولين في ميدان التعليم أن يعوا أن زمن الطبطبة قد ولَّى.. وكفانا تسطيحًا للعقول وهشاشةً بالمُخرّج، فالأهداف المرسومة لن تتحقق إلا بضخ الميدان التعليمي بالدماء الجديدة المدعومة بالخبرات الفاعلة على حقيقتها.. وكلٌّ مُحاسب بعمله.يبقى أن أقول: إن التعليم درع الأمة وسلاحها، وإن القيّمين عليه حُرَّاسه، ومتى ما كان الدرع مُحكم الصنع، والحارس أمينًا، فلا خوف على الأجيال بعد ذلك.قال توماس أديسون: العبقرية هي 1% من الإلهام و99% من العمل الجاد.وحتى لا نلف وندور، لنجد أننا لازلنا ماكثين عند نفس النقطة، هل سيحظى تعليمنا بالإلهام العبقري للتغيير الذي ننشده اليوم؟!.