الأزماتُ كاشفةٌ..
تاريخ النشر: 22 يوليو 2016 04:11 KSA
* أحداثُ تركيا الأخيرةُ أبانتْ عن وجوهٍ عدَّةٍسواءً في عالمِنَا العربيِّ، أو في العالمِ أجمع..ففِي الغربِ، ومن بينِ ركامِ العمليَّاتِ الإرهابيَّةِومناداةِ حكوماتِهِ بإلزاميَّةِ تجريمِهَا مِن قِبل الآخرِينَإذَا هُو يتردَّدُ في وصفِ الحالةِ التركيَّةِوكأنَّهُ يقولُ: «لمْ أمر بهَا ولمْ تسؤنِي»!وهُو بذلكَ يحطِّمُ ما يدَّعيهِ ليلَ نهار :نشر الديمقراطيَّةِ.. واحترام تفاصيلِهَا..* أمَّا في عالمِنَا العربيِّ فحدِّثْ ولاَ حرجَفالأميَّةُ الفكريَّةُ المسيطرةُتجعلُهُ يشرَّقُ ويغرِّبُ وهُو بعيدٌ كلَّ البُعدِ عنجوهرِ الحقيقةِ وفهمِ الحدثِ..فإعلامٌ عربيٌّ وشارعٌ عربيٌّ خرجَ يرقصُ فرحًا بالانقلابِ العسكريِّ..وآخرُ ندَّدَ وشجبَ وزمجرَ وغضبَوكلُّهم لمْ يجعلُوا أساسَ ومنطلقَ رؤاهممبدأَ الرفضِ لأيِّ انقلابٍ عسكريٍّ..* فِي مجتمعِنَا المحليِّ لمْ تكنْ الصورةُبعيدةً عن ذلكَ..لكنْ مَا وضحَ بجلاءٍ أنَّالغالبيَّةَ الشعبيَّةَ منعامَّةِ الناسِ وبسطائِهمفرحُوا بفشلِ الانقلابِ العسكريِّليسَ لأنَّهم مؤيِّدُونَ لهذَا أو ذاكَأو لحزبيَّتِهم الذهنيَّةِ بلْببساطةِ وعفويَّةِ أنفسِهمرفضهم لمَا يمكنُ أنْ يشكَّلَاختلالاً عامًّا لأوضاعِ بلدٍ إسلاميٍّ شقيقٍمجتمعيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّاوبما سوفَ ينعكسُ علَى أوضاعِالمنطقةِ بأسرِهَا والتِي تعيشُدوَّامةَ عنفٍ يعلمُ اللهُ وحدهُمتَى تنتهِي وكيفَ؟!* هذِه البساطةُ والعفويَّةُ المجتمعيَّةُأحسبُهَا درسًا لكلِّ مَنيدَّعُونَ أنَّهم مثقَّفُونَ، أو متعلمُونَ منكلِّ أطيافِ مجتمعِنَا..في أنَّ المبادئَ لا تجزَّأُوأنَّهَا ليستْ مجرَّد شعاراتٍبلْ يجبُ أنْ تكونَ تطبيقاً حياتيًّا معاشًاوإلاَّ أصبحَ المنادُونَ بهَا ليسُوا سوَىمتلوِّنِينَ ومدَّعِينَ ووصولِيينَ.