متى يتفق اليمنيون ؟!

متى يتفق اليمنيون ؟!
لماذا يعجز اليمنيون عن الاتفاق فيما بينهم ؟.. خروج المواطنين الى الشوارع والميادين ، ومرابطتهم فيها ، الى أن سقط علي عبد الله صالح ، لم يؤد الى بروز قيادات جديدة .. إذ واصلت القيادات القديمة ، بما فيها علي عبد الله صالح نفسه على رأس حزب المؤتمر ، أو جزء منه على الأقل ، واصلت هذه القيادات التمركز في صدارة الوضع السياسي الانتقالي الجديد .. وساعدت مبادرات مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة ، ودول أخرى ، على دفع القيادات اليمنية ، القديمة الجديدة ، للبحث عن مخارج ، والتوصل الى اتفاقيات ،كان يمكن لها أن تدخل اليمن في مرحلة انتقالية سلمية .. إلا أن ارتباط الحوثيين بإيران ، ورغبة هذه الدولة الإقليمية في السيطرة على اليمن عبر الحزب الحوثي ( أنصار الله ) ، كما هو حالها في العراق ولبنان وسوريا حيث تسيطر عبر عملائها ، واستخدامها كورقة مقايضة ، بدون التخلي عنها ، في مفاوضات تطمع الدخول فيها مع أميركا ، للاعتراف بدور إقليمي هام ومهيمن لها في منطقتنا ، بالإضافة الى اعتقاد علي عبد الله صالح أن الحركة الحوثية بالدعم الإيراني تتيح له الفرصة للانتقام من كل خصومه والسعي للعودة للعب دور رئيسي في حكم اليمن .. أدت كل هذه الأطماع الى إدخال اليمن في مرحلة جديدة من الصراع الدموي . ومن الملاحظ أن القيادات اليمنية القديمة كانت لها دائماً ارتباطات خارجية إقليمية ودولية تؤثر على قراراتها مما جعلها عرضة لمصالح متعددة ، وليست لمصالح اليمن أولوية لديها ، بل المصالح الشخصية المرتبطة بالخارج هي الأقوى ..وينطبق الأمر على الحوثيين وصالح .. لذا كان من الصعب أن يتوصل المتحاورون الى تفاهم على أمر ليسوا هم أصحاب القرار الأول فيه .. وبالرغم عن أن تحرير عدن وأجزاء كبيرة من اليمن جنوباً وشمالاً كان يمكن أن يصبح ورقة ضغط قوية بيد الحكومة الشرعية اليمنية في حوارها مع الطرف الآخر ، إلا أن الإدارة الحكومية للمناطق المحررة لم تكن بالشكل الناجح المأمول ، فعدن مثلاً وكذلك المكلا ، كان من المفترض تحويلهما إلى منطقتين محررتين تنعمان بالأمن والرخاء ونموذجاً لليمن المطلوب .. إلا أن إدارة هاتين المنطقتين عجزت عن توفير الحاجات الأسـاسية ، حتى الآن ، لهما . ولازالت عاصمة الجنوب ، عدن ، تعاني من انقطاع الكهرباء والمياه المتكرر ، إلى جانب الوضع الأمني الذي زادته كل من القاعدة وداعش سوءاً ، وهي قوى مرتزقة تستخدمها مصالح أجنبية ، منها إيران ، وعجز الأمن في هاتين المنطقتين عن تصفيتهما . في حين أنه لو تحولت المناطق المحررة ، أو عدن على الأقل ، الى منطقة تتوفر فيها الخدمات والأمن بشكل أفضل لربما كان ذلك عامل جذب لبعض اللاعبين السلبيين في اليمن للخروج من تحت عباءة الثنائي الحوثي – صالح . قرار الحركتين الحوثية ومؤتمر صالح بيد إيران وليس بيدهما ، مما يجعل قضية التوصل الى اتفاق عبر الحوار مرتبطاً بموافقتها .. وهي ليست راغبة في وصول المتحاورين اليمنيين الى اتفاق لأن هدفها من ( الورقة ) اليمنية لم يتحقق بعد .. لذا يبقى احتمال وصول اليمنيين المتحاورين الى تفاهم مرتبطاً بتوصل إيران الى قناعة بأن (الورقة) اليمنية حققت أو لن تحقق لها مبتغاها ، أو أن يتمرد الحوثيون وصالح عليها .. ولا توجد أي مؤشرات على حدوث أي من الاحتمالين المذكورين في الوقت الحاضر .

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض